![]() |
بورصة «البهورة».. لا تنفع فيها التعاويذ
المشهد مؤلم لدرجة كبيرة، نزيف مستمر لسوق دمشق للأوراق المالية «بورصتنا المدللة» أطاح بكل الأساطير التي نسجت حولها جدار حماية صعب على أعتى مضاربي العالم اختراقه.. فلا حدود ولا ضوابط نفعت بجعل السوق آمناً بمعزل عن الاضطرابات المحيطة.. وكأن عامين من الضغط والاحتباس تفجرا على منصة التداول هبوطاً من العيار (الدببي) الحاد كلّل الأسهم باللون الأحمر بدرجات تاريخية غير مسبوقة رغم التواضع الزمني من عمر السوق المالي. وأما المشكلة التي بدأت تتأزم يقف المعنيون والمحللون والمختصون والمسؤولون والمستثمرون والمضاربون.. في الملعب، كلٌ يقذف الكرة باتجاه الآخر، كل بأسلوبه من رمية صريحة إلى تسديد جريء إلى مسايرة ومراوغة وبين من يحصي النقاط الحمراء، ومن يجمع العمولات، ومن ينظر ومن يبق البحصات ويعري الواقع ويقدم قائمة المطلوبات.. تبقى منصة التداول وحدها في الميدان «تمرك» الخسارات المتلاحقة دون مبادرة جدية لإنقاذها.
كل ذلك يكشف حقيقة أن البورصة عندنا ليست سوى مظهر من مظاهر «البهورة» الاقتصادية، لا تمت بصلة لحقائق أن السوق المالي ركن أساسي من أركان الاقتصاد وأنها مقياس الحرارة أو المرآة العاكسة للأداء الاقتصادي وحيويته.. وإنما تشكل مرتعاً لفبركات اللاعبين الكبار من التجار الذين يحترفون استغلال الظروف مهما كانت بعيدة عن واقع البلد وتفعيلها لخدمة مصالحهم، أمام «تلبك» الجهات الوصائية التي باتت حرجة اليوم أمام المراقبين في الخارج كما في الداخل، الذين يخال لهم أن بورصتنا محمية بتعاويذ خاصة، وهم يقرؤون أن خسارة القيمة السوقية في الجلسات الثماني الأخيرة تجاوزت 13.76 مليار ل.س، رغم الحدود السعرية وتأجيل استثمار الأجانب ومنع وإلغاء وحظر.. ما يقتضي آليات تعاطي مختلفة تماماً عن الحالية، تستفيد من تلك المطبقة في البلدان العربية ذات الخبرة في التعامل مع البورصة، حيث تدخلت الأذرع الحكومية لتبدل الأثواب الحمراء بأخرى خضراء تزداد نصاعةً كل جلسة عن سابقتها، على إيقاع تصريحات رسمية تطمينية تدعو إلى الشراء وتبرر المصلحة من ذلك يجني الأرباح الوفيرة بعد عودة الأسواق إلى الارتفاع مجدداً.. لحقتها إعلانات رجال أعمال بتوجيه محافظهم الاستثمارية إلى الأسهم.. فأين نحن من هذا الواقع بالله عليكم.. ومن يحمي صغار المساهمين الذين دخلوا السوق على أساس أنها استثمار آمن وشفاف..؟ وإذا كان الحرج سيد الموقف بالحديث عن تدخل حكومي، حتى لو كان غير مباشر، يمكننا التوجه إلى الشركات المدرجة التي هوت قيمها السوقية ومازالت تهوي.. وهذا أمر ليس بالبسيط إطلاقاً، حيث يمكنها التدخل وخلق مناخ ملائم لإنشاء محافظ خاصة بها تعتمد على عمليات إعادة الشراء، أي أن تقوم كل شركة بإعادة شراء جزء من أسهمها المطروحة للتداول على الحد الأعلى للسعر أو قربه بحيث تحفز الشراء من جديد.. وهذا ما يعود بالنفع عليها من حيث رفع قيمها السوقية وجني الأرباح لدى إعادة بيع الأسهم مجدداً. فالسوق وصلت إلى درجة الإغراء المفرط للشراء.. لكن التأجيل مستمر، وهنا تأتي سيناريوهات التدخل لتسرع الشراء وتدفع بالسوق إلى الارتفاع. لأنه مهما انخفضت الأسعار، سيأتي اللاعبون «المحترفون» ويتدخلون للشراء بدافع الربح، ولكن بعد أن تدفع السوق وصغار المستثمرين الثمن خسارة بالغة وفقدان ثقة يصعب ترميمها. |
رد: بورصة «البهورة».. لا تنفع فيها التعاويذ
أخي أبوحيدرة أشكرك على موضوعك القيم.
الأصل عدم التدخل في السوق, والتدخل يكون في حالات خاصة وفق استرتيجة ورؤية موضوعة مسبقا. أتوقع أن هذه الرؤية وهذه الاسترتيجية غير موجودة. الأحداث الأخيرة فضلا عن أنها غير متوقعة إلا أنها تلاحقت بسرعة غير متوقعة أيضاً. نسأل الله اللطف للجميع والتعويض على الجميع. وأسأل الله لك أخي أبوحيدرة أن يفرج كربك ويزيل همك وأن يبدل خسائرك أرباحاَ أضعافاً مضاعفة بما لاكان في خلدك مع الراحة لبدنك وقلبك. |
الساعة الآن 07:23 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة syria-stocks