الشرطي يجري خلف شخص ويصيح: إمسك حرامي.. الشخص يجري ويصيح: إمسك حرامي.. جمهور من المواطنين يجري خلفهما وهم يصيحون: إمسكوا حرامي.. الجميع يدورون حول الساحة العامة ويصيحون: حرامي حرامي... حشاش قاعد وسط بحرة الساحة عم ياخد صاروخ صرخ بالجميع مستنكراً: عليي ما عليي كلياتكن حرامية!؟ فتوقف الركب فجأة وسألوه: إنت يا أندبوري يا حشاش يا عديم الناموس يلي تارك الحرامي وعم تحشش، شو سرقنا منك؟! الحشاش: آي سرأتوا مزاجي.. الشرطي: وشو الإثبات؟ الحشاش: بالأول كانت الساحة عم تدور وتلف فيني.. والمزاج عال العال.. الشرطي مقاطعاً: وهلأ ؟ الحشاش يشير إلى مياه البركة الحمراء وصدره المثقب بالرصاص ثم يقول: آي بخشتوني وتركتوا الحرامي.. وهكذا تركه الجميع مدمى وتابعوا دورانهم حول الساحة وهم يصيحون: إمسك المجرم.. إمسك المجرم!!

وبعد أيام وأسابيع انضم جمهورٌ إلى الجمهور، ومواطنون إلى المواطنين، والجيش إلى الشرطيين، ثم انضمت الدول المجاورة لحشد الساحة المخاتلة، ومن بعدها دول مجلس الأمن، فدول حلف الناتو، وراح الجميع يدورون حول الساحة حتى غدت بحراً هائلاً كمثلث برمودا يبتلع كل من يقترب من المركز وصوت الأمواج يصيح: قااابيل.. هااابيل.. وحواء جالسة تبكي ولديها، القاتل والقتيل، وآدم ينشد: تغيّرت البلاد ومن عليها ووجه الأرض مغبرٌ قبيحُ/ تغير كل ذي لونٍ وطعمٍ وقلّ بشاشة الوجهِ الصبيحِ..


قال عليه السلام: ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفعه إلا الشر
وقال أيضاً: كفى بالأجل حارساً.

نبيل صالح - الجمل