![]() |
من المهم أن تثق بنفسك
“رأي الآخرين فيَّ أهم بكثير من رأيي في نفسي“ إذا كنت من مؤيدي هذه العبارة فهذا يعني أنا لاستحسان لديك هو حاجة ملحة وغريزة ضرورية كي تحقق هدف أو تنجزعمل ما ..! كلنا يستمتع بالإطراء و لكن لا يجب أن يتحول ذلك إلى رغبة قد تزعزع ثقتنا في قدراتنا أو تقلل من قيمة ذواتنا ..! شبه الدكتور البحث عن استحسان الآخرين بتقطيع الذات و إعطائها للغير كي يرفعوا من قيمتها حيناً و يضعوها حيناً أخر وبذلك نقع تحت تصرفهم و آرائهم . أنه أمر يثقل الذات بالاحباط و التعاسة وهذه نقطة ضعف تفقدك معنى السعادة ومن ثم رفض الذات كما سبق . كن واثقا من رأيك و تصرفك دون الحاجة لإقناع الآخرين بأفكار أنت تتبناها لا تستنزف الوقت و الجهد في إقناعهم بوجهة نظرك من أجل أن ترى علامات الرضى على شفاههم . كثير هم من يبتسمون إذا وافقنا رأيهم و يتلاشون إذا عارضنا تلك المواقف ..! و لكنك لست مجبراً لتغير موقفك من أجل الغير و كأنك تضحي بنفسك و تهب عقلك للغير من أجل آراء و أهواء الآخرين . لو نظرنا للفكرة نجد أنه من اليسر علينا أن نبحث عن استحسان الاخرين و لكن من الشاق أن تتحمل التوبيخ و التعنيف بشأن مبدأ تتبناه أو فكرة تحملها . يا ترى من الذي غرز فينا هذا الضعف ..!؟ 1] جذور تاريخية و رسائل العائلة المبكرة تفرض علينا البحث عن الاستحسان :جميع الثقافات تُمارس فكرة أن التفكير المستقل شيئاً غريبا و أنه عدو غير أنه يجب عليك أن تثق بأراء الاخرين و تقدمها على ذاتك . أمَّا قيمتك فهي كامنة في رأي الاخرين تجاهك ..! فالطفل يُنشأ على أنه ليس بمقدوره التفكير أو التصرف دون أن يحصل على إذن أو تصريح مسبق تجاه ذاته كانتقاء ملابسه بنفسه مما يجعله يعتمد على غيره ولا يثق بقراراته التي يتبناها . حتى في اختيار الوجبة التي يشتهيها أو قطعة الحلوى التي تعرض عليه و ذلك لأنه لم يحصل على تصريح بالاذن ..! 2] رسائل المدرسة و المؤسسات الاخرى :عند خروج الطفل من عالمه الصغير إلى المؤسسات التعليمة يجد أن كل شي يغرس فيه عملية استحسان الغير وعدم الثقة بقيمة الذات حيث يجب عليه أن يطيع معلمه دون نقاش أو خروج عن المألوف حتى لو بفكرة جميلة ليحصل على تقرير شهري نتيجة رضاء المعلم عن ذلك الطالب . لنأخذ مثال حي وقوي لنتيجة تلك البذور التي غرست فينا .. البحث عندما يطلب الاستاذ في مراحل الجامعة من الطالب عمل بحث معين تجده ينهال عليه بالاسئلة كم صفحة يجب أن يكون ؟ وماذا يجب علي أن أتكتب ؟ وماهي الكتب التي يمكن أن تساعدني ؟ إلى غير ذلك من الاسئلة التي تبرز عدم الثقة في قيمة الذات أو قدرات الذات. ! ثم ينتقل إلى الوظائف التي تجدها لا تهتم للأراء المختلفة التي ترى أنها لا تنطبق على أنظمة العمل حتى لو كانت في مصلحته بل يجب على الموظف أن يطيع مرؤوسه لينال استحسانه ..! يصعب حصر تلك المؤسسات التي ترسل رسائل خفيفة تقول فيها ” لا تثق بنفسك فليس لديك من المهارات التي تؤهلك على القيام باي عمل بمفردك ” حتى الاعلانات التجارية ..!·
|
الساعة الآن 03:10 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة syria-stocks