رد: المتابعة اللحظية لجلسة تداول الاربعاء 28-09-2011
الأخوة الأعزاء:
إن أي قارئ متمعن في تداولات السوق يعلم أن ما حدث البارحة أمر طبيعي، هنا سيعترض كثيرون و قد تعترض الأغلبية على هذه الفكرة و لكن قبل التسرع بالحكم على ماحدث دعونا نتمعن بما يلي:
1- إن ارتداد السوق الذي بدأ فعليا في جلسة 19/09/2011 هو اول ارتداد حقيقي في السوق منذ 25/06/2011 أي أنه أتى بعد فترة طويلة من الهبوط الحاد و الناتج بدوره عن الذعر و فقدان الثقة بمستقبل السوق، أي أن عملية التصريف و التي قد يصفها البعض بالمتسرعة جاءت في ظل حالة من عدم التأكد من المدى الذي سيصله هذا الارتداد.
2- إن أي مستثمر يمتلك كمية كبيرة من الأسهم يحتاج الى وضع شبيه بوضع السوق البارحة كي يبيع عدد كبير من الأسهم و هنا سيسأل البعض لماذا يبيع شخص لديه عدد كبير من الأسهم في ظل الأسعار السائدة حالياً و الجواب هنا أن كثير من كبار حملة الأسهم لم يستطيعوا تسييل محافظهم في الفترات الماضية نتيجة الانخفاض الكبير في حجم التداول و بالتالي شكل الطلب "الهستيري" البارحة فرصة سانحة لتصريف جزء من أسهمهم بالاضافة إلى ان جزءاً من حملة الأسهم قد أشتروا أسهمهم عند الاكتتاب و بالتالي فإن تكلفة هذه الأسهم أقل من سعر الإكتتاب نتيجة التوزيعات المجانية للأسهم. و ليس مصادفة أن عملية البيع البارحة قدر ترافقت مع ادراج الأسهم المجانية في بنك سوريا الدولي الاسلامي.
3- مما يؤكد الفكرة السابقة أن حجم التداول في جلسة البارحة كانت الأكبر منذ جلسة 29/06/2011 أي بالفعل فرصة أكثر من مناسبة للتصريف.
4- إذا ما عدنا إلى ما قبل جلسة البارحة و بحساب بسيط يمكننا أن نلاحظ أن كمية الأسهم التي اشتراها المستثمرون بأسعار أقل من 111.25 للإسلامي و 378.5 لقطر قد بلغت 1671360 سهم للاسلامي و 219000 سهم لقطر يضاف لما سبق الاسهم المجانية التي ادراجها البارحة أي أن بعض غالبة الاسهم قد تم شراؤها باسعا تقا بحوالي 12% عن الاسعار التي تم البيع عليها البارحة. باختصار كانت الاسعار اكثر من جيدة لهؤلاء ليبيعوا.
5- قد يكون قرار مجلس الوزراء و القاضي بوقف الاستيراد قد خلق فرصا استثمارية ببعض القطاعات مما يشجع بعض المستثمرين على اعادة هيكلة استثماراتهم من خلال تسييل بعض الاسهم و الاستعداد لاستخدام هذه السيولة للدخول في هذه القطاعات.
6- بالعودة إلى الارتداد الذي شهده السوق، ليس خافيا على أحد أنه نتج عن قرار تشكيل الصندوق و لكن لم يرتبط هذا القرار بأي جدول زمني و بالتالي فإن أثر الصندوق "الارتداد" لا يمكن التكهن بمدى استمراريته. إن الأثر الفعلي للصندوق سيكون عند بدء عمليات الشراء و كل ما يحدث قبلها سيكون متأثرا بتكهنات المستثمرين حول "متل سيبدأ الصندوق بالعمل و ما أثره".
ختاما لابد لنا ان نسأل انفسنا لماذا كان الطلب البارحة عند الحدود السعرية العليا و عندما تم البيع فقدت السوق فجأة ثقة المستثمرين بأسعار أسهمها، بمعنى آخر البارحة وببداية الجلسة كانت قناعة المستثمرين أن سعر سهم الاسلامي عند 111.25 كانت مغرية جدا للشراء و الدليل وجود طلب لاكثر من 230 الف سهم و عندما تم البيع انخفض الشراء لعدة آلف على أسعار اقل و افتتحت جلسة اليوم و قد اختفت طلبات الشراء حتى على سعر 108 . ما الذي تغير من معطيات خلال اقل من ساعتين من التداول ليصبح سعر الـ 111.25 اكثر اغراء للشراء من سعر الـ108 ؟ الجواب و باختصار أن الدوافع السلوكية و النفسية ما تزال هي السائدة، و السؤال القديم الجديد هنا "أين العقل؟".
مع محبتي للجميع و شكراً