عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 09:35 AM
  #1
ابراهيم طاهر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: اندروميدا
المشاركات: 1,338
شكراً: 596
تم شكره 1,545 مرة في 768 مشاركة
افتراضي قهر الرجال بين المآذن والقانون

قهر الرجال بين المآذن والقانون

خرجت من بيتي لم اركب سيارتي مثل عادتي بل ذهبت متمشيا" في منطقتي بحي الروضة بدمشق في شوارعها الرومانسية القديمة وأبنيتها ذات الطابع الفرنسي التي كانت يوما" من الأيام مسرحا" للانقلابات المتكررة لرؤساء سابقين , وفجأة تحرك الهواء من حولي وبدأ الورق الأصفر يتساقط من شجر قديم هرم مل من حياته فقد مر من أمامه أجيال وأمم فقط كان أطول عمرا" منهم أنهم المارون على هذه الأرض , أردت أن أمشي وأمشي وأمشي وأفكر بشخص غالي على قلبي عفيف الأخلاق طيب القلب والعشرة وقريب من روح ملتزم دينيا"هو ذو تعليم متوسط وهو زكي لدرجة النبوغ كنت أتخيله وراء القضبان في سجن عدرة بدمشق موقوف لسبب مضحك ومبكي وبدأت بالحديث معه من وراء الشبك وقال لي : (( لقد أحسنت لها وحميتها ووضعتها بخانتي وألبستها وأطعمتها ونامت على وسادتي وتحت سقف بيتي وأنجبت منها طفلتان كنت أحبها وأغار عليها تعلقت بها فهي أهلي وأصدقائي لكن للأسف مللت من عيشتي فأنا إنسان مستور راتبي مثل سطل الطلاء ( الدهان) اطلي به ثلاثون يوما من الشهر ولا احتاج لأحد وكرامتي غالية ونفسي عزيزة لكن حياتي عادية لا مطاعم ولا سيارة بل طعام في بيتي ولباس وحليب لأطفالي لكنني كنت أعيش مستورا" هكذا يعيش اغلب الناس الشرفاء لكن للأسف طبقت زوجي علي التشريع الإسلامي والقانون إنها تريد معجل المهر 150000 ل.س فورا" بدون سبب بل لسبب واحد صارحتني به أنها ضيعت حياتها معي بدون سعادة فهي تريد الرفاهية ولا احد أحسن من احد وتركت الطفلتان عند والدتي وذهب لتحصيل معجل المهر فهي تعرف أنني لا املك المال الكافي للدفع والدين ممتاز وبرقبتي وطلبت مني أن احصل على قرض لتسديد معجل المهر عدا" ونقدا" ومن ثم تريد الطلاق على سنة الله ورسوله لقد وضعت عقد الزواج في القضاء السوري المجيد وفي التنفيذ تحديدا أعطيت مهلة ثلاثة أيام فقط لتسديده نقدا" بعد أن تبلغت لم أستطيع تأمين المبلغ وتم الحكم علي بالسجن ثلاثة اشهر في المرحلة الأولى للتضديق وكنت اهرب من مكان لأخر وادخل لبيتي خلسة لأرى الطفلتين يوميا" فتم وضع اسمي في النشرة الشرطية في كافة فروع الأمن الداخلي وأصبحت مجرما" فارا" من وجه العدالة لان زوجتي تريد المهر وتريد هدم أسرتي وتيتيم وتشريد أطفالي بالشرع والقانون , أما تخليها عن تربية أطفالها ليست جريمة بل حق شرعي ويسكت عليه الدين والقانون . وكنت أفكر في طريقة لأنتهي من هذه الورطة الشرعية والقانونية ففكرت بالسرقة لتأمين المهر لكن ضميري أنبني وكنت أتنقل من مكان لأخر كأن إسرائيل كلها تلاحقني كنت ابرد وأجوع فخطر ببالي أن اسأل رجل دين بالأمر فقال لي : برقبتك المهر وزاد عليها النفقة الشهرية أيضا وان المرآة غير مجبورة على تربية أطفالها فهي سماحة نفس منها إن أرادت تربيتهم وان هذا شرع من الله وأعلمته أنني لم افعل شيئا" لها , قال ولو هذا حق شرعي , فقال صديقي المجرم البريء : كنا بالمهر فزاد الشيخ علي نفقتها وهي في بيت أهلها وبعدها العناء الشديد أنبني ضميري وسلمت نفسي لعدالة الدين والقانون ليقتص مني إنني مجرم وهذا حقها فالتاخذه مني في الدنيا أفضل من أتعاقب عليه في السماء وسأترك الصغيرتان للقدر والله مع اليتيم )) وانتهى الكلام والزيارة , بعدما أن سمعت هذا الكلام جن جنوني وبدأت البوابات المنطقية بعقلي تتأرجح بين الغيبيات والاستسلام وبين العلم والمنطق وتابعت طريقي في شارع الروضة وشعرت أن كل من مر بهذا الطريق من الأزل يمشي معي إلى أن وصلت لمكتب صديقي المحامي المخلص أنور لمساعدة المجرم البريء , فأنا دوما أغيب عن العالم عند هذه القصص ويحضر بذاكرتي سبب تأخرنا عن ركب الحضارة لأننا نحن بالعصر الحجري مقارنة بالغرب .
عندكم باقي الحكاية والتعليق

نظرة إبراهيم طاهر
ابراهيم طاهر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ ابراهيم طاهر على المشاركة المفيدة:
لقماان (06-10-2011), BISO (02-10-2011), economic opinion (05-10-2011), رندة (02-10-2011)