عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 4,237
شكراً: 6,342
تم شكره 10,276 مرة في 3,461 مشاركة

رد: جلسة صالون سيريا ستوكس ليومي السبت12والأحد 13-11-2011
فتلا ذو القلم لقلمه : ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) . و قال : أما وكتابي المسطور ، وبيتي المعمور ، والتوراة والإنجيل ، والقُرآن ذي التبجيل ، إن لم تكف عنِّي غرْبك ، وتُبعد مني قُرْبك ، لأكتبنكْ من الصُّمِّ البُكم ، وَلأُسطرنّ عليك بِقلمي سِجلاً بهذا الحكم.
قال السيف : أما ومَتْني المتين ، وفتحي الْمُبين , ولسانَيَّ الرطبين ، ووجهَيّ الصُلبين ، إنْ لم تَغِبْ عن بياضي بسوادك ، لأمسَحنَّ وجهك بمدادك ، ولقد كسبت من الأسد في الغابة توقيح العين والصلابة ، مع أني ما ألوتُكَ نصحاً , أفنضرب عنكم الذكر صفحاً ؟
قال القلم : سَلِّم إليَّ مع من سلم , إن كنتَ أعلى فأنا أعلم , وإن كنتَ أحلى فأنا أحلم ، وإن كنت أقوى فأنا أقوم , أو كنت ألوى َ فأنا ألوم , أو كنت أطرى فأنا أطربُ ، أو كنت أغلى فأنا أغلب , أو كنت أعتى فأنا أعتبُ , أو كنت أقضى فأنا أقضب.
قال السيف : كيف لا أفْضُلك , والمقرُّ الفلانيُّ شادٌّ أزري .
قال القلم : كيف لا أفْضُلك وهو ( عزَّ نصرهُ ) ولي أمري ؟
قال الحَكمُ بين السيفِ والقلمِ :
فلما رأيتُ الحجَّتيْن ناهضتين ، والبيِّنتيْن بينتيْن مُتعارضتين ، وعلمتُ أنَّ لكلِّ واحدٍ منها نسبةً صحيحةً إلى هذا المقرِّ الكريم ، ورواية مُسْندة عن حديثه القديم ، لطَّفتُ الوسيلة ، ودققّتُ الحيلة حتى رددْتُ القلم إلى كِنَّهِ , وأغمدتُ السَّيف فنام ملء جَفنه ، وأخّرْتُ بينهما الترجيح وسكتُّ عمّا هو عندي الصّحيح ، إلى أن يحكم المقَرُّ بينهما بعلمه ، ويُسكِّن سورة غضبهما الوافرِ ولجاجِهما المديد ببسط حلمهِ .
__________________
• للرجل العظيم قلبان : قلب يتألم و قلب يتأمل .