عرض مشاركة واحدة
قديم 29-02-2012, 04:59 PM
  #1
مجرد إنسان
عضو أساسي
 الصورة الرمزية مجرد إنسان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: دمشق
المشاركات: 2,462
شكراً: 7,450
تم شكره 8,841 مرة في 2,338 مشاركة
افتراضي وفاة العلامة الفقيه المقرئ بكري عبد المجيد الطرابيشي الدمشقي : أعلى أهل الأرض إسنادا للقرآن الكريم

إنا لله و إنا إليه راجعون



انتقل اليوم إلى رحمة الله تعالى الشيخ بكري الطرابيشي في الإمارات.




وهومن أفراد الطبقة السابعة و العشرين بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
رحمه الله تعالى وعوضنا عن مصاب الأمة به خيرا

اللهم ارحم الشيخ بكر الطرابيشي رحمة واسعه واجمعنا به تحت ظل عرشك واجعلنا واياه من أقرب الناس مجلسا من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وارزقنا واياه لذة النظر الى وجهك الكريم يا رب العالمين

إن المصاب جلل والخطب فادح، فقد افتقدنا عالما من العلماء وشيخا من الفضلاء وأعلى أهل الأرض إسنادا بالقرآن الكريم وهذا من علامات الساعة: أن يقبض العلم بقبض أهله وحملته كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
وقد قال الحسن البصري: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.

اللهم ارحم عبدك بكري وارفع درجته في المهديين، اللهم نور قبره واغفر ذنبه وأقل عثرته وتجاوز عنه، اللهم عافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم ألبسه الحلل وأسكنه الظلل واجعله من الآمنين يوم الفزع الأكبر، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، اللهم اجعله ممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب

ترجمة الشيخ الفاضل الشيخ : بكري الطرابيشي الدمشقي (منقول)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه أجمعين,

ولد الشيخ بكري الطرابيشي — رحمه الله - في منطقة قبر عاتكة بدمشق بتاريخ 18 ربيع الأول 1338هـ, نحو 1919م.
وكان والده الشيخ عبد المجيد الطرابيشي فقيهاً عالماً كبيراً, حتى سُميَ: الحنفي الصغير لكثرة علمه وتمكنه من المذهب الحنفي.
فزرع في نفس ولده حب حفظ كتاب الله, وأخذه إلى الشيخ عبد الوهاب الحافظ, الملقب بدبس وزيت, فقرأ عليه شيئاً من القرآن الكريم: { الفاتحة, الفلق, الناس }.
ثم أخذه أبوه إلى الشيخ عز الدين العرقسوسي, فحفظ عليه القرآن, وكان عمره 15 عشر سنة, ثم ذهب به إلى الشيخ عبد القادر الصباغ , الذي كان يذاكر معه القرآن, ثم أخذه إلى الشيخ محمد سليم الحلواني, فجمع القراءات السبع.

وكان الشيخ بكري يقول: إنّ الشيخ محمد سليم الحلواني أعطاه من وقته وإهتمامه أكثر مما يستحق, ومما ذكره لي: أنه ذهب إليه مرة ليقرأ حصته من القرآن, في يوم شديد البرد, فوقف أمام الباب ولم يطرقه, لكي لا يتسبب لشيخه بالتعب والبرد, وكان الوقت فجراً.

وعندما ذهب إلى الشيخ محمد سليم في اليوم الثاني قال له: لم لم تأت البارحة؟, فأخبره فحزن الشيخ وقال له: أطرق الباب ولا تخش عليّ شيئاً.

وأخذ الشيخ بكري الإجازة عن شيخه الحلواني في عام 1366هـ/ 1942م, وكان آخر من قرأ على الشيخ, لأنه بعد مدة قصيرة توفى الله الشيخ محمد سليم الحلواني - إلى رحمة الله تعالى -.

وكان يحضر مجالس الإقراء قرين الشيخ الحلواني في العلم, شيخ شيوخ الشام محمود فايز دير عطاني - رحمه الله -, فقرأ الشيخ بكري على الشيخ محمود فايز عدة روايات في القرآن الكريم, ثم جمع عليه القراءات العشر.

ويروي الشيخ بكري عن شيخه الشيخ محمود فايز الذي كان كفيفاً, لكن الله أعطاه من البصيرة أكثر من البصر, وكان الشيخ أديباً وحافظاً للمتون الكثيرة في العلم, وكان يخرج القرآن منه كالدر المنثور, وروى لنا عنه قصصاً كثيرة تدل على بصيرة لا تكون للبصير.

ولقد أخرج الله على يديه أهم قارئين في دمشق: الشيخ محي الدين أبو الحسن الكردي, والشيخ محمد سكر, الذين كانا البركة الكبرى في دمشق لكثرة ونخبة طلابهم.

وإن سند الشيخ بكري من الأهيمة بمكان, في بلاد الحجاز والجزائر, والدليل على ذلك, أنه أحد تلاميذ الشيخ محمد بدر الدين الحسني, في مكة المكرمة قد طلب التدريس في الحرم المكي, فعندما رأواْ سنده قبلوا به فوراً, مع العلم أن التدريس في الحرم المكي لا يكون لأيٍ كان, حرصاً على الحرم المكي من أن يدخل عليه من هب ودب - جزاهم الله خيراً -.

وكان الشيخ بكري من حرصه أن ينتشر السند لأكبر عدد من أهل العلم والقرآن الكريم, ليكونوا في سلسلة السند الشريف المرتفع, وكان إذا أتاه شيخ قد جمع على غيره بالقراءات العشرة, يقرأه الفاتحة وعشر آيات من سورة البقرة, فيكتب في الإجازة ماذا قرأ عليه, ويجيزه إجازة عامة, لكن هذه الإجازة - المختصرة - لا تجيز لحاملها أن يجيز بها.

وكان الشيخ بكري - رحمه الله - من ندرة المشايخ الذين يتتبعون الطلاب في المصحف بدقة عجيبة,
وكان له من الاولاد 8, ويكنى الشيخ بأبي ماجد, وكان أكثر أولاده, وحفدته قد حفظوا القرآن كاملاً, وتعلموا العلوم الشرعية والمدنية, وكان عنده إثنين من مشاهير الأطباء, الذين كانوا دعاة إلى الله تعالى.
وكان الشيخ بكري إلى جانب القراءات عالماً بالفقه واللغة, وكان شاعراً مرموقاً,

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الفردوس الأعلى من الجنان.


ونسأل بالله تعالى كل من قرأ هذه السيرة العطرة ألا يبخل على الشيخ-رحمه الله- بالدعاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون
__________________
{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}
مجرد إنسان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ مجرد إنسان على المشاركة المفيدة:
Adnan89 (01-03-2012), arnouri (29-02-2012), beautiful life (08-05-2012), باسل غ (07-05-2012), economic opinion (01-03-2012), expert (09-05-2012), Tigerssound (07-05-2012), فراس السكري (08-05-2012)