الملتقى الثالث يبدأ فعالياته.. الفكر التنموي في اقتصاديات المناطق الحرة..الدردري : تكامل تطوير المناطق الحرة مع عملية التنمية
دمشق
اقتصاديات
الاثنين 28-6-2010م
أمير سبور - سوسن خليفة
بدأت أمس فعاليات الملتقى الثالث للاستثمار في المناطق الحرة تحت عنوان الفكر التنموي في اقتصاديات المناطق الحرة الذي تقيمه المؤسسة العامة للمناطق الحرة بالتعاون مع شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة، والاتحاد العربي للمناطق الحرة، واللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرة السورية بمشاركة خبراء ومستثمرين عرب وأجانب .

وأكد عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية أهمية هذا الملتقى الذي يأتي مع اقتراب نهاية تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة قائلاً إننا بصدد تقييم نتائج هذه المرحلة الهامة على مستوى الاقتصاد والتنمية في سورية كما بدأنا باعداد الخطة الخمسية الحادية عشرة التي ستتجسد خلالها كل الطروحات والأهداف التنفيذية التي وضعت خلال الخطة الخمسية السابقة وعملية التحول.
وأوضح أن الملتقى ومن خلال ما يطرحه من أسئلة يساعدنا في إعداد الخطة الخمسية الحادية عشرة من ناحية ما هو متوقع من المناطق الحرة في سورية حيث أن الهدف الاستراتيجي لسورية هو أن تلعب هذه المناطق دوراً حقيقياً كنقطة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وأن تتكامل عملية تطوير المناطق الحرة مع عملية التنمية بشكل عام والنمو الاقتصادي بشكل خاص مشيراً إلى أنه وضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة فان على المناطق الحرة السورية المساهمة بشكل فعال من خلال أربعة محاور وهي الإصلاح المؤسساتي والإداري وبناء الاقتصاد التنافسي والتنمية البشرية والإنسانية والتنمية المستدامة وحماية البيئة وتطوير إدارة الموارد الطبيعية في سورية.
ورأى الدردري أنه على إدارة المناطق الحرة في سورية حالياً وفي المستقبل تحقيق أهداف الإصلاح المؤسساتي والإداري التي تعمل عليه الحكومة من مؤسسات شفافة وفعالة وكفوءة ومتفاعلة مع احتياجات المواطن والمستثمر وأن تحقق هدف الاقتصاد التنافسي الذي يتيح العمل وحرية المبادرة والإبداع للجميع ويساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة ويتيح المعلومات والقائم على بنية صحيحة توفر الخدمات بشكل فعال لجميع الفعاليات الاقتصادية ضمن بيئة تشريعية وتنظيمية للعمل الاقتصادي ليتم انتاج كافة السلع حتى أعلى قيم مضافة في الاقتصاد الوطني.
وقال يجب أن تكون المناطق الحرة السورية جزءاً مكملاً من المصفوفة التنموية في عملية الخطة الخمسية الحادية عشرة وأنه عليها ألا تكون منفصلة أو جزراً معزولة عن عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية مضيفاً أنه لابد من إعادة النظر في دور المناطق الحرة بهدف تقويتها وتعزيز دورها والنظم الاستثمارية بها وجاذبيتها للمستثمر وخاصة في القطاعات اللوجستية والصناعية والتقانية المتقدمة التي هي أساس عمل التنمية خلال السنوات المقبلة.
عاصي: فرصة لتبادل الخبرات
لمياء عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة أكدت على أن الاستثمار في سورية والترويج له والتجارب الناجحة للمناطق الحرة والاقتصادية وكل ما يتعلق في عملية تحقيق التنمية المستدامة من أهم المحاور التي سيتناولها هذا الملتقى.
وأضافت عاصي: إن المناطق الحرة تعد نمطاً استثمارياً له ايجابياته على مستوى الاقتصاد الوطني وأهم مزاياها تكمن في زيادة الصادرات والواردات وتشغيل اليد العاملة الوطنية حيث يتمتع الاستثمار في المناطق الحرة بالعديد من المزايا والحوافز أهمها عدم الخضوع للقوانين المالية والضريبية المعمول بها في البلد المضيف وعدم وجود قيود على جنسية رأس المال والاستيراد والتصدير المعفي من الرسوم وغيرها من الضرائب.
وأشارت عاصي الى أن أهم الفرص التي قدمتها المناطق الحرة للتنمية تتمثل في تطوير الصناعات المحلية وخلق فرص العمل كما ساهمت بشكل كبير في زياد ة حجم التجارة العالمي ومن هنا فإن المناطق الحرة تلعب دوراً في تطوير الاقتصاديات العربية وتعزيز الشراكات فيما بينها برئاسة المشروعات الانتاجية وتحقيق التكامل الاقتصادي الذي نسعى اليه جميعاً . مبينة أن أهم ما تقدمه المناطق الحرة هو تنشيط تجارة الترانزيت مطارات موانئ- طرق وغيرها من هنا فإن الاستثمار في المناطق الحرة السورية يكتسب أهمية خاصة ولفتت الى أن ما تنشده من هذا الملتقى أن نشكل فرصة لتقييم التجارب والاداء اضافة الى تبادل الخبرات والأفكار في مجالات تطوير الادارة والاستثمار بما يؤدي الى استقطاب رؤوس الأموال العربية والاجنبية.
قداح: التكيف مع اقتصاد السوق
عبد الحكيم قداح مدير عام المناطق الحرة أشار الى انشاء مناطق حرة بكافة أنواعها واشكالها يعني ادراكاً خلاقاً من الحكومات لاعتماد أكثر من اسلوب وطريق لتحقيق التنمية الشاملة ويعطيها القدرة على استيعاب الظروف والمتغيرات المحلية والاقليمية والدولية للاستفادة من الفرص المتاحة للتصدي لتحديات العولمة بوسائل مبتكرة وأضاف قداح بأن أهمية المناطق الحرة برزت من حيث تنويع مصادر الدخل وتحفيز القطاع الخاص بمختلف مجالاته وتخصصاته فهي تسعى لاستقطاب رؤوس الأموال الاجنبية والمحلية وتساهم بشكل مباشر بتوطين التكنلوجيا وتلعب دوراً تعليمياً وتدريبياً في مساعدة الشركات على التكيف مع اقتصاد السوق وتعمل على دعم القطاعات الاقتصادية الأخرى كما تساهم الى حد كبير في رفع كفاءة الصناعات الوطنية وهذا هو الأهم.
وكل هذا منوط بتشريع يتضمن المزايا التفضيلية والضوابط التي تساعد على أن تأخذ المناطق الحرة دورها التنموي وهذا ما نسعى اليه في المناطق الحرة وتجسيد مقولة السيد الرئيس بشار الأسد نحن بصدد تطوير المرافئ السورية أولاً وتطوير سكك الحديد ثانياً وقد بدأنا فعلاً بخطة واسعة لتأهيل النقل بين سورية ومنطقة الخليج العربي/دبي/ عن طريق اقامة خط نقل متطور اضافة الى اقامة مناطق حرة كي تكون سورية بموقعها الجغرافي منطقة حرة بين الشرق والغرب.
التويجري: 18٪ من استثماراتها تدار من القطاع الخاص
قال الدكتور محمد ابراهيم التويجري الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية من أهم العوامل الاساسية الناجحة في المناطق الحرة هي عوامل وحوافز التصدير والحركة التجارية من والى المناطق الحرة وعوامل الجذب الاستثماري التي بدورها تستقطب وتجذب المزيد من رؤوس الأموال والمستثمرين وأضاف:
ومن خلال نظرة شاملة نجد أن 18٪ من المناطق الحرة العربية تدار فقط بين القطاع والخاص في حين نجد أن 68٪ من استثمارات المناطق الحرة في العالم يديرها القطاع الخاص وهنا نخلص الى نتيجة مفادها أن هذا القطاع ما زال لايحقق الاستثمارات المرجوة من هذا القطاع رغم تطور المناطق الحرة في الوطن العربي من 73 منطقة عام 2008 الى 89 منطقة عام 2009 وهي في تزايد اليوم.
مخلوف: التكامل بين العام والخاص
ايهاب مخلوف رئيس مؤسسة سورية للأسواق الحرة أكد أن هذا الملتقى يضع الوظيفة التنموية والاستثمارية للمناطق الحرة والاسواق الحرة تحت الضوء في مرحلة وبيئة شديدة التغيير مشيراً الى أن السنوات الماضية حسمت النقاش عبر سقوط الوصفات الجاهزة والقوالب المسبقة الصنع فالاقتصاد الوطني بتطبيقاته وأدواته وخططه صناعة وطنية ننطلق من رسم الحاجات والأولويات وتقدر الامكانات فكان الخيار التعددية الاقتصادية التي يتشارك فيها ويتكامل القطاعان العام والخاص.
الخيرات: مناطق تجارية فقط
حسن خيرات مدير المنطقة الحرة السورية- الاردنية وصف الملتقى بأنه حشد للمهتمين والمستثمرين ومستشاري المناطق الحرة العربية والاقليمية وتشكل محاور برنامج عمله حيث تركز على دور المناطق الحرة في التنمية ومستقبل الاستثمار الصناعي وجذب الاستثمار وتبادل الخبرات ولفت خيرات النطر الى أن الاستثمار الصناعي يتراجع في المناطق الحرة والسبب عدم تشجيع الاستثمار الصناعي واستثناء منتجات المناطق الحرة من اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى وعدم الدعم الحقيقي الى مثل هذه الصناعات لذلك تحولت المناطق الحرة الى مناطق تجارية فقط.
عرفة: معالجة قواعد المنشأ
صفوان عرفة عضو اللجنة العليا للاستثمار في المناطق الحرة أكد أن للملتقى أهمية خاصة اليوم كونه يلقي الضوء على الاستثمار في المناطق الحرة السورية التي بدأت تفقد شيئاً من بريقها الاستثماري وخاصة ما يتعلق منها بشهادات المنشأ التي لم تمنح حتى الآن للمنتجات في المناطق الحرة السورية وأضاف عرفة : شاركنا في الملتقى بهدف تعريف المشاركين بماهية نشاطاتنا الاستثمارية وخاصة ما يتعلق منها بمجال الطب والصيدلة لتأمين المواد الأولية للأدوية الجاهزة والوحدة الهندسية المتعددة النشاطات ومنها المرائب الذكية وختم عرفة أن المناطق الحرة اليوم تتميز باستثمارات متنوعة خدمية وصناعية وتجارية وأن المناطق الحرة المميزة هي التي تأخذ مزايا تفضيلية ونحن منذ سنوات حققنا قيمة سوقية بالمنطقة الحرة بدمشق .
درويش: استقرار اقتصادي
فهد درويش رئيس اللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرة أشار الى دور الملتقى في اتاحة الفرصة لتبادل المعلومات والخبرات والتجارب بشكل يؤكد توجه سورية الرائج نحو التنمية, وأضاف: إننا ننعم بالاستقرار الاقتصادي الذي استطعنا أن ننأى بأنفسنا من خلاله عن الازمة الاقتصادية العالمية كما ننعم بأسواق محلية واسعة وببعد اقليمي هام لهذه الاسواق يمتد ليشكل أكبر الأسواق التجارية والمجاورة كالأسواق التركية والايرانية ومع هذه السمات نتشارك مع المستثمرين في الحرص المشترك على خلق واقع اقتصادي مزدهر ينعكس ايجاباً على الجميع.
جلسات الملتقى
الجلسة الأولى تمحورت حول الأهمية الاقتصادية والتنموية للمناطق الحرة وأثرها في تعزيز التبادل التجاري ترأسها مدير عام المناطق الحرة السورية الذي تحدث عن دور المناطق الحرة في تعزيز التنمية وإدارة التغيير والتطوير بما يلبي ويخدم حاجيات النمو المرجوة في سورية بعدها تحدث محمود قطيفان الامين العام للاتحاد العربي للمناطق الحرة عن دور المناطق الحرة وأثرها في الاقتصاد والتنمية وقدم علي المدادحة خبير ومستشار اقتصادي بحثاً حول المناطق الحرة ودورها في الاقتصادات الوطنية وختم الجلسة الدكتور محمد النسور رئيس قسم منطقة التجارة الحرة العربية حول معاملة المنتجات في المناطق في اطار منظمة التجارة الحرة العربية.
و تحدث في الجلسة الثانية مدير عام شركة المنطقة الحرة السورية الاردنية عن واقع الاستثمار الصناعي في المناطق الحرة بعدهها قدم ايجين برينان من ايرلندة بحثاً حول دور المناطق الحرة في عملية التنمية. كما ترأس الجلسة في المحور الثاني للملتقى ناصر قنديل التي تمحورت على الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد في تعزيز أداء المناطق الحرة.
أما المحور الثالث من اليوم الأول فقد تركز على الاستثمار في سورية والتي ترأس الجلسة فيها الدكتور أحمد عبد العزيز رئيس هيئة الاستثمار السورية.