عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2012, 01:21 PM
  #377
لقماان
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية لقماان
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: سوريا /حمص
المشاركات: 5,510
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
افتراضي رد: يوميات لقمان في حمص

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان مشاهدة المشاركة
..........رحلة العودة الى حمص ...........
لملمنا ما تبقى من حاجياتنا و آمالنا و رميناها كلها في البولمان المتوجه الى مدينة حمص .........
لم أستطع العيش في مدينة عفرين ...على الرغم أنها مسقط رأس أجدادي الا أن وضعي النفسي والوضع المعيشي كان سيئا
فأجور المنازل محلقة و كذلك أسعار المحروقات و الغاز و الأهم من ذلك كان التحكم الرهيب في كل مفاصل الحياة التي كان يطبق عليها أعضاء حزب العمال الكردستاني ..................
كله تحت ذريعة عدم جر المنطقة للدمار ...........
و لن أنسى لحظة وصولي الى مدينة عفرين في نزوحي الثاني من حي قاضي عسكر بحلب .......
حيث صادفت وجود مظاهرات معارضة في عفرين من الشباب الكردي المتحمس .................
كانت مظاهرات كبيرة ......
لكن المفاجأة كانت انقضاض عناصر الحزب على المظاهرات ...و القيام بالاعتقالات و الاهانات لاخوتهم المتظاهرين من الأكراد السوريين ..........
الغريب أن الحزب استولى على كل المقار الرسمية للدولة في مدينة عفرين و أزال كل الأعلام و الصور و التماثيل حتى أعلام اقليم كردستان ...........
و أنشئ جهاز شرطة خاص به و رتب الأمور الخدمية للمواطنين ...............................
حدثت كثير من المناوشات بين الجيش الحر الكردي و عناصر الحزب ..............
كانت أية حركة احتجاجية تقمع بعنف شديد .......
حدثت اشتباكات أيضا بين لواء عاصفة الشمال المشبوه بقيادة تاجر الدخان المعروف والمكروه من قبل أهالي أعزاز عمار داديخي ...........
و الذي كاد أن يوصل الأمور الى الانفجار لولا اتفاقية سرية تم توقيعها بين لواء التوحيد و عناصر الحزب للتنسيق و ملاحقة عناصر لواء عاصفة الشمال
لواء عاصفة الشمال كان قد قام سابقا بخطف اللبنانيين و الصحفيين و ألحق أضرارا بالغة في الحراك في الريف الشمالي الغربي لحلب ..................
حتى وصل الأمر بأهالي أعزاز الخروج بمظاهرة تنادي
الشعب يريد اسقاط عمار داديخي /أبو ابراهيم .....
استطاع الجانبان (لواء التوحيد و حزب ال ب ك ك )الوصول الى اتفاقيات أوقفت أعمال الخطف المتبادل و تم تبادل للأسرىبينهم و التنسيق للأعمال الاغاثية و المعاشية للمواطنين مع احترام الخصوصيات ...
المهم تقريبا طهرت منطقة شمال غرب حلب من حواجز عاصفة الشمال التابعة لعمار داديخي....
أصبحت مدينة عفرين تضج بالحركة و الازدحام الشديد فكل نساء و أطفال و عائلات المناطق المتوترة موجودة في عفرين ............
قفز سعر كل شيئ
فأجور السكن تبدأ من عشرة آلاف و تصل الى أربعين ألف............
المازوت ب 125 تبديل جرة الغاز ب 3600
...................
المهم لم أعر كثيرا موضوع التكلفة المادية اهتمام مقابل الأمان النسبي الذي تعيش فيه ..........
لكنني كنت دائما في حالة من الضيق لا يعلم بها الا الله ..........أريد العودة الى حمص ..........
انها مدينتي فيها عشت طفولتي و مراهقتي و شبابي و كهولتي...................فيها عشت أقسى و أجمل لحظات حياتي .......فيها أجد نفسي ..........
التي تاهت في غياهب مدينة حلب في البداية ...و ازدادت تيها في نزوحي الثاني الى عفرين .......
...............................................
رمينا كل آلامنا و آمالنا و أمتعتنا في البولمان المتوجه الى مدينة حمص .........................
و كانت أطول رحلى عشتها في حياتي ثماني ساعات من الانتظار و الشوق للقيا الحبيبة حمص.........
و جمالية هذه المرة أنني برفقة عائلتي ..............
حكيم و عطاء يقولون لي بالبولمان ....
اتصل مع حمص خلينا نوصل ..........
المهم دون الاطالة .......................
وصلت حمص في الرابعة مساء و نزلنا عند التحويلة من طرف دمشق و كرم رب العالمين أن سخر لنا سيارة نقل سوزوكي رمينا بها أمتعتنا..........
و لو تأخرنا الى عتمة الليل لكانت محنة شديدة لنا!!!!
أنجانا رب العالمين برحمته و كرمه منها .........
وصلنا الحاجز و أنا و الأولاد بحالة بهجة شديدة ...مع غصة لأم حكيم التي شعرت بشعورها ...فهي الآن عادت و ابتعدت عن أهلها في حلب ..................
الحاجز طلب منا أن ننزل كل الأمتعة و فتشها تفتيشا دقيقا بعد أن مزق أكياس النايلون و فك اللواصق عن الكراتين .............لقد أرهقنا الحاجز ...لكن كل ذلك لم يخفف من بهجتي و سروري في عودتي الى مدينتي ...
مدينة حمص العدية .............
طرقنا باب معارفنا الذين تفاجؤوا من كثرة أمتعتنا التي لن تتسع في بيتهم الضيق مساحة و الواسع محبة و رحمة...........
بادلناهم التحية و السلام و أكدنا لهم أن بقائنا عندهم لأيام حتى نجد بيتا لا يتسع لأحلامنا و انما يتسع لأجسادنا ...............
و الحمد لله رب العالمين على الألفة و المحبة الموجودة في مدينة حمص ....فقد وضعنا أمتعتنا في بيت جيران معارفنا.........الذين هبوا لحمل الأمتعة معنا بابتسامة أنستنا كل تعب الطريق .......
كان هذا قبل يوم واحد من التفجير الارهابي القاسي الذي حصل في شارع الحمراء الراقي...........
هي حكمة رب العالمين .......................
.....................يتبع..................
انفجار الحمراءالأحد2 كانون الأول 2012..
شاب يخدم العسكرية في مكان آمن في دمشق حصل على اجازة ستة أيام جاء مسرعا الى حمص و احتضن والدته و أفكار تأخذه و أفكار تجيبه............
استأذن والدته ليقوم باحضار الخضار لها ...
لم يشأ أن يشتري الخضار من حارته فأحب أن يقوم بجولة في مدينته حمص ...فذهب الى الحمراء البعيدة عن بيته ....وقف على زاوية الشارع عند الباب الشرقي لجامع عمر بن الخطاب و هو يحاور نفسه ...ما الذي عليه فعله ...
هل يبقى في الجيش فيقتل أو يقتل هل يهرب فيلاحق هل ينضم الى المعارضة المسلحة ....
أسئلة كانت تدور في رأسه و تجعله يذهل عن هذه الدنيا ......
شخصت عيناه على صالون الحلاقة المقابل له
فرأى الصالون فيه خمسة أشخاص و الحلاق يقوم بحلاقة شعر أحد الزبائن ...
هذا الحلاق يعمل صانعا في هذا الصالون بعد أن كان صاحب صالون و أملاك ....
كان الحلاق يقص شعر الزبون بعصبية و كأنه يحاول اقتلاع شيئ ...
كان يتمنى في الواقع أن يستطيع اجتثاثه.....
و بحركة غير مدروسة أصابت الزبون بالألم ...
الذي رفع رأسه و قطعت سلسلة أفكاره التي كانت تحاول أن تجد حلا لمأساته و معناته ...
فهو بلا بيت و بلا عمل و لا انتاج عنده ..
الا نمو هذا الشعر الغزير............
جالت عين الزبون على الجالسين فرأى الهم و التعاسة بادية على وجوههم.........
أشاح بنظره الى الخارج فاذا بسبعة نسوة في الخارج كل منها يكاد الهم يقتلها .........
فهذه تفكر في أهلها الذين لا تعرف عنهم شيئا و هذه المرأة تفكر في عيالة أطفالها بعد استشهاد زوجها .............
و هذه الصبية تتمنى أن يكمل الله فرحتها بخطيبها بأن تزف له قريبا .......
و هذه المرأة تفكر ...هل يكفي المبلغ الذي بحوزتها لشراء الخضار و الحاجيات الضرورية دون أن تضطر لسؤال العالم ......
كان بجانب السيدة شاب حسن الطلة و المحيا
شاب صغير في العمر وحيد لأهله يفكر في المستقبل الضبابي الذي ستخبئه له الأيام....
فجأة ....................
صوت زمور سيارة سوزوكي مستعجل
يجعل الناس تستيقظ من سرحان أفكارها ....
ما تلبث أن يبتعد الصوت .............
تعود الناس الى شرودها .............
تعود السوزوكي بعد أن لفت لفة كاملة و تزمر من جديد ......
لكن لا يلتفت لها أحد ............
يصف السوزوكي مقابل الباب الشرقي لجامع عمر بن الخطاب و ينزل السائق مستعجلا
بدون أن يعار أي انتباه من أحد ....
فأصبح منظر السوزوكي في حي الحمراء الراقي أقل من عادي ............
بعد لحظات ................
حسمت أمور الناس ..........
فلم يعد العسكري محتارا ....و زال الهم و الغم عن النسوة.......و لم يعد الشاب الوحيد وحيدا و لم يعد يخاف على مستقبله ...فقد حسم مستقبله..........
و زفت العروس كما كانت تتمنى و أكثر ....
زفت بأهازيج تقول ...لا اله الا الله ...لا اله الا الله ...لا اله الا الله ................
............................................
انفجار رهيب راح ضحيته حوالي 18 شخص هم الحلاق و زبائنه و النسوة و العسكري الذي جاء اجازة الى حمص و الشاب الوحيد لأهله .....النسوة السبعة حملت أشلاء متناثرة
و تناثرت أشلاء الحلاق و زبائنه و عدة من الرجال و الشباب ...............
رائجة الموت تملأ المكان ........
الأشلاء و الدماء الحارة تسيل على الأرض الباردة ......
دماء تسيل بدون أجساد ...............
لا أعرف ما الهدف من وراء التفجير ....
لكن الذي أعرفه ...أن وراء المكان بالضبط يقع البنك التجاري الذي يفتح هذه الأيام و يأتي موظفوه بأمان من كل حدب و صوب ...و أعرف أيضا أن هناك يوجد مقر سيرياتل و أعرف أيضا وجود حاجز هناك .....
لماذا قام هذا الارهابي باختيار هذا المكان الضيق و لم يختر ذلك المكان الذي كان باستطاعته الحاق قدر أكبر من الدمار بمؤسسات الدولة...................
على ما يبدو أن هذا الارهابي ...جبان....
أحب أن يستسهل مهمته ....فزرع سيارته و الموت المرافق لها في هذا المكان .........
سألت أحد سكان شارع الحمراء الأصليين عن أسماء الضحايا من جيرانه .....
فقال لي : قليل جدا هم من أهل الحمراء والحمد لله رب العالمين فغالبية الشهداء هم من النازحين !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________
أبو حكيم الدين

التعديل الأخير تم بواسطة لقماان ; 05-12-2012 الساعة 01:29 PM
لقماان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة:
best time (05-12-2012), economic opinion (05-12-2012), GDahrouj (05-12-2012), رندة (05-12-2012), غسان (05-12-2012)