عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2013, 09:30 PM
  #126
رندة
مشرفة
 الصورة الرمزية رندة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 8,727
شكراً: 38,651
تم شكره 41,326 مرة في 8,578 مشاركة
افتراضي

تراكض الجميع ينقلون أهم ما يحتاجونه إلى السيارة .... ليس أهم ما لديهم على أيّ حال .. فالنزوح لا يمهل الناس عادةً لمفاضلة الذكريات ..
أم محمد الصامدة تحثّ الجميع على العجلة بابتسامةٍ مفعمةٍ حنونة .. كأمٍ فراتيةٍ أصيلة تدرك بالفطرة أن واجبها بهذا الموقف ألّا تبدي ضعفاً أبداً .. بابتسامةٍ طيبة : معليش يا بنيتي باچر نرجع ونلگاهن .. تخاطب ابنتها ....
سارت الشاحنة على عجل ..قطعت مئة مترٍ والجميع في الخلف وسط الأشياء واجمٌ يحدّق بالبيت الريفي الذي ظل وسط الغبار وحيداً ... كمن يحاول حمله كاملاً بعيونه وهم يودعونه .. قد يعودون ولا يجدون إلا ركامه ..... فجأةً .. نهضت أم محمد .. بدأت تضرب للسائق : وقف وقف وقف لا عاش قلبي الباب مسكر عليهن وقف .. ذهل الجميع لها و كمن تنوح عيالها أكملت : ما لهن غيري باچر يموتن جوا وقف وقف .... توقف السائق والجميع مذهولٌ لا يدري ما تذكرت الأم ... نزلت المرأة الخمسينية بخفّة الملتاع .. ركضت المسافة ركضاً والجميع يراقبها وسط غبار الطريق ذاهلاً .... بجوار المنزل فتحت العجوز صنبور الماء على المسقى وفتحت باب الحظيرة .. تركتهما مفتوحين وعادت .. فتحت لأغنامها باب الحياة وعادتْ .. صعدت وهي تلهث بصمت .. جلست مكانها .. وبعينين غائرتين تراقب أغنامها تلوب لوحدها خارجاً والسيارة تسير .. انفجرت بالبكاء .. هي .. و الجميع ..........

خليل الجلد
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:"‏قال ربك جل وعز‏:‏

وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل‏"‏‏


أولاً يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يقاتلونك , ثم تفوز أنت .
المهاتما غاندي

وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات اعدائنا بل أيضاً صمت اصدقائنا .
مارتن لوثر كنج




رندة غير متواجد حالياً  
3 أعضاء قالوا شكراً لـ رندة على المشاركة المفيدة:
arnouri (08-02-2013), fawazz (09-02-2013), عابر مجيب (08-02-2013)