قرارات في غاية الأهمية بعد غد الثلاثاء
الحاكم : أراهن أن سعر صرف الليرة سيعود إلى وضعه الطبيعي ... المهم أن يتوقف المواطن عن شراء الدولار
24/03/2013
سيرياستيبس:هيثم يحيى محمد
ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية منتصف الأسبوع الماضي إلى رقم كبير تجاوز عتبة الـ120 ليرة .. ثم تراجع بعد ساعات من هذا الارتفاع نحو خمسة عشر ليرة دفعة واحدة .. وليبقى فوق عتبة المائة ليرة بعدة ليرات.
هذا الارتفاع الجنوني غير المسبوق منذ بداية الأزمة التي تمر بها سورية وحتى الآن.. آثار ردود فعل عديدة عند المختصين والمهتمين والمتابعين .. وجعل المواطنين يعيشون قلقاً وصل إلى مرحلة الخوف عند نسبة غير قليلة منهم.. خاصة وأنه أدى إلى زيادة في أسعار المواد الأساسية وغير الأساسية في أسواقنا.
الكثير من المختصين بشؤون النقد.. والاقتصاديين اعتبروا أن الارتفاع في سعر صرف الدولار ارتفاع وهمي يعود لمضاربات تجار العملة.. وبعض العوامل الأساسية والأمنية والنفسية أكثر بكثير من العوامل الاقتصادية وأدلتهم في هذا المجال عديدة أهمها

عودة السعر في يوم واحد من /123/ ليرة إلى نحو /108/ ليرات.
والبعض اعتبر أن ما تتعرض له سورية من حرب كونية .. وعقوبات اقتصادية وغير اقتصادية.. كفيل بانهيار العملة الوطنية خلال أشهر قليلة.. لولا قوة وتنوع الاقتصاد ولولا الاحتياطي الاستراتيجي من الليرة والقطع الأجنبي .. وبالتالي لا خوف على العملة الوطنية في سورية رغم انخفاض قيمتها مقابل الدولار لأكثر من الضعف.
والبعض الآخر اعتبر أن السياسة النقدية المتبعة.. وقرارات وإجراءات المصرف المركزي المتخذة .. وغياب مساءلة ومعاقبة تجار العملة والمضاربين بها .. واستنزاف القطع الأجنبي يوماً بعد يوم بسبب قرارات غير مدروسة وتطبيقات يحكمها الخلل والفساد.. أدّت جميعها للارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار ووصوله إلى ما هو عليه الآن.
الحكومة تحركت.. واللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع الاقتصادي في ظل تداعيات الأزمة الراهنة اجتمعت وقررت حزمة من الإجراءات الاقتصادية الفورية والمستقبلية لمواجهة ومعالجة الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار.. والمصرف المركزي وعد باتخاذ جملة من الإجراءات للمحافظة على استقرار الليرة وملاحقة المتاجرين بالاقتصاد الوطني.. أما النتائج الإيجابية على أرض الواقع فالجميع بانتظارها.
حاكم مصرف سورية المركزي قال : أنه عود الصحافة والمواطن والعاملين معه على الشفافية العالية لأن فقدان الشفافية في التعامل يؤدي إلى فقدان الثقة بالليرة مؤكدا أن العمود الفقري في المصرف هو الشفافية والصدق والصراحة.
وقال: نحن كوطن وشعب نواجه حربا" كونية يشنها علينا اعداء شرسين ومتطرفين وتكفريين وهذه الحرب التي مضى عليها أكثر من سنتين تركت أثارا"سلبية على المواطن السوري وعلى الإقتصاد الوطني لكننا صمدنا صمودا كبيرا أذهلهم وأعداؤنا يعرفون كم صمدت عملتنا الوطنية وكم هي قادرة على الصمود .
وأضاف في لقاء تلفزيوني : لقد قال أعداء سورية عدة مرات أن الدولة السورية ستتوقف عن دفع رواتب موظفيها بسبب العجز وحددوا أياما لذلك لكن تبين لهم وللجميع أن الرواتب تدفع بإنتظام من بداية الحرب وحتى الأن لابل ندفعها قبل استحقاقها بإسبوع أو أكثر خاصة في المناطق الساخنة تحسبا"لحصول أي أمر قد يعيق وصول التحويلات أو المعتمدين إلى الموظفين في وقت الإستحقاق أول الشهر..وقالوا أن ورقة الألف ليرة والخمسمائة ليرة مزورة وتبين كذبهم وأن كل ذلك جزء من الحرب علينا!
وقال : من بين أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار المضاربة بالعملة التي هي جزء من الحرب أيضا"والدليل الجديد على المضاربة وعلى أن الإرتفاع وهمي ولا يستند لعامل اقتصادي انما لعوامل نفسية هو تراجع السعر من 123 ليرة إلى 108 ليرات دفعة واحدة بعد اجتماع اللجنة الوزارية والتصريح الذي اعطيته لوسائل الإعلام ..لذلك كلما هرع المواطن لتبديل مدخراته من الليرة بالدولار سيساهم في زيادة الطلب على الدولار ومن ثم في رفع سعره وتدهور قيمة الليرة والعكس صحيح مشيرا إلى أن الدولة تمول المستوردات بعد تدقيق الوثائق وتعطي المواطن المسافر للعلاج قطعا أجنبيا أي اننا نغطي الطلب على الدولار ولا نسمح بزيادة الطلب عليه لكن عندما يلجأ المواطن لطلبه من أجل الإحتفاظ به بدل الليرة فإنه يساهم في رفع قيمته وفي تدهور عملته وفي ضرب اقتصاده الوطني وهذا لايجوز ابدا"وهنا أطمئن المواطن السوري بأن الليرة سترتفع قيمتها وتستعيد وضعها فور إنفراج الأزمة أو ظهور بوادر أمل الحل لها وأطمئنهم اننا سنعوض انخفاضها وهناك اجراءات جديدة سنتخذها بعد غد الثلاثاء ستنعكس بشكل ايجابي على الواقع وستساهم في تراجع سعر صرف الدولار أمام الليرة.
وردا على ضعف اجراءات المصرف خلال الفترة الماضية أكد ميالة أن هذا الكلام غير دقيق ولولا الإجراءات الجيدة لما استطعنا الصمود لمدة سنتين في الوقت الذي انهارت فيه عملات دول سبق وتعرضت لحروب أخف حدة مما نتعرض له كلبنان والكويت والعراق مضيفا ان هذا الصمود مستمر وتأمين كل حاجيات شعبنا من الدواء والغذاء والمحروقات والمواد الأخرى
مستمر رغم الحصار والعقوبات وسرقة المصانع وحرق المحاصيل والخ.
وحول شركات الصرافة ودورها السلبي وغياب مراقبتها ومحاسبة أصحابها قال:نحن نراقبها وتم تنظيم ضبوط عديدة بالمخالفات ونتيجة ذلك تم اغلاق بعضها عدة أشهر وبعضها تم سحب ترخيصها وبعضها غرمت بمبالغ كبيرة ولن ندخر جهدا في مراقبتها ومراقبة تجار السوق السوداء لكننا نعول على وعي المواطن ونأمل منه ألا يخاف وألا يتخلص من ليرته لأن ذلك يساهم في انحدارها وفي زيادة الأزمة وفي ضرب الإقتصاد .
وقال حاكم المصرف:لقد ربطنا الليرة بسلة عملات أجنبية وليس بالدولار وحده ولدينا خط ائتماني بمليار دولار مع ايران يكفي لدعم سعر صرف الليرة وهناك دعم جديد من ايران قريبا ومن دول صديقة عديدة وكل من يراهن على انهيار الليرة السورية ويضارب في السوق مجرم مثله مثل حامل السلاح بذات الصف والدرجة فهذا يقتل الإنسان وهذا يقتل الإقتصاد ولهؤلاء أقول خسئتم مرة اخرى .
وختم بالقول:أراهن أن السعر سيعود إلى وضعه الطبيعي ولا نريد إلا تقيد المواطن بمنع تحويل الليرة إلى دولار .