مساء الخير يا أهل الخير
فشل إجراءات المصرف المركزي في كبح جماح الدولرة
الكاتب:
معذى هناوي | تاريخ المقال: 2013-05-25
حتى الآن باءت كل إجراءات "المصرف المركزي" في التدخل لكبح جماح الدولرة أمام الليرة السورية بالفشل بدءاً من خطة التدخل السريع وطرح كتلة نقدية من العملات الصعبة في السوق مهما كان حجمها حينها، ولم تكن سوى سمكة صغيرة في بحر يعج بالحتيان واسماك القرش فابتلعتها وابتلعت كل ما هو لها بوحشية من دون أن يرف لها جفن.
وحتى عندما أراد المركزي وعبر التجاري السوري أن يلعب مع الحيتان لعبة السوق لم يستطع مجاراة التماسيح في مستنقعات يملأ قعرها العفن والنتن والطحالب فقرر العمل بما يسمى التدخل الناعم وغيره من الإجراءات بينما نحن ننتظر على صفيح ساخن ونترقب كيف يبيع حتى البقال سلعة بعد تقريشها على الدولار بعيداً عن أي ذرة انتماء.
وبينما المواطن وأصحاب الدخول "المعدومة" باتوا في بحر تتقاذفهم الأمواج من فم حوت لآخر من أسماك القرش ليجهز على ما تبقى منه، يبقى السؤال: هل تكفي تصريحات النائب الاقتصادي وحدها بأن أسعار الدولار وهمية؟
هل تكبح أو تفرمل تصاعد الأسعار التي تجاوزت 200%، ومهما كانت السياسات الاقتصادية القادمة لتحسين الوضع المعيشي للمواطن "إن كانت هناك سياسات أصلاً" فلن تتمكن من أن تطعمه خبزاً وشاياً فقط.
ويلاحظ المتابعون أن من وقف في وجه سياسة تحرير الأسعار والخدمات بالأمس بعد أن أصبحوا في السلطة باتوا يعملون في السياسة أكثر من الاقتصاد فما هو الحل.
أحد الخبراء والباحثين الاقتصاديين قال: في حالة كهذه لا تمكن زيادة الرواتب والأجور خشية تضخم التضخم وما على الحكومة سوى أن تقوم بصرف منح ولتكن شهرية أو كل ثلاثة أشهر للعاملين في الدولة لمواجهة ارتفاع الأسعار أسوة بالمساعدات التي تقدم للمهجرين ريثما يتم استقرار سعر الصرف.
ومن الأفكار الأخرى أن يقوم المصرف المركزي ببيع المواطن بحدود 200 دولار شهرياً يبيعها في السوق ما يحقق نوعاً من وجوده والمنافسة في سعره بدلاً من اللجوء إلى حالات الاحتيال والغش والمضاربة في الأسواق من حفنة قليلة، وعدم حصره بين أيدي هؤلا المضاربين من جهة ويساعد المواطن على مواجهة الغلاء من جهة أخرى من خلال بيعه.. ولكم أن تجدوا الصيغ المناسبة في ذلك للحد من الارتفاع الجنوني لأسعار صرفه على حد تعبير التجار وأولاد السوق.
المصدر: تشرين