نصيحة إلى الحكَّام والتُجَّار:
طلابُ العلمِ والعلماءُ لا يملكون إلا النُصحَ للناس, لا يملكون إلا ألسنتهم, يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, والدين النصيحة, كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ, قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ: لِله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ).
وأنا أتوجَّهُ إلى الحكَّام وإلى التُجَّار وأصحاب الشأن وأقول لهم:
اسمعوا حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ). أحِبُّوا للآخرين ما تحبُّونه لأنفسكم, أحبُّوا حبّاً لا أَثَرَةَ فيه, ولا استغلالَ ولا ابتزازَ ولا تدليسَ ولا احتكارَ.
واسمعوا حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي يرويه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ, وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ, وَالله فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ).
واسمعوا حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي يرويه الإمام الترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ, ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ).
وأقول للناس جميعاً قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}. واعلموا بأنَّ الجزاء من جنس العمل, ومَنْ ضيَّق على الأمة ضيَّق الله عليه, ومن أحسن إليها أحسن الله إليه, ومن شقَّ عليها شقَّ الله عليه, ومن يسَّر عليها يسَّر الله عليه.
ملاحظة: جميع المشاركات هي من دار الافتاء والتدريس في حلب، وأنا أنقلها اليكم كما جائت فيه
أقال الله عثرتنا وفرّج همّنا وكربتنا وهدانا الى مافيه خير البلاد والعباد
__________________
ومن يتق الله يجعل له مخرجا" ويرزقه من حيث لايحتسب