مشرف
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: Syria
المشاركات: 12,114
شكراً: 15,520
تم شكره 33,601 مرة في 9,056 مشاركة
رد: صالة أسعار صرف الدولار وباقي العملات ليوم السبت 20-7-2013
زياد غصن
سيرياستيبس - خاص :
تستعيد الليرة السورية تدريجياً بعضاً مما فقدته أمام الدولار خلال الفترة الماضية، وذلك بعد عدة جلسات بيع عقدها المصرف المركزي مع مؤسسات وشركات الصرافة المحلية لتزويدها بالقطع الأجنبي.
وعلى أهمية التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لاستعادة الليرة لقيمتها وما أشاعه تدخل المصرف المركزي من ثقة واطمئنان لدى الشارع، فإن خسارة الدولار ما يقرب من 140 ليرة خلال بضعة أيام يطرح تساؤلات كثيرة تستدعي إجراء مراجعة أو تحقيق شفاف يتناول تطور سعر صرف الليرة خلال الأشهر الماضية والعوامل المؤثرة فيه، والأسباب التي دفعت الحكومة لتقف موقف المتفرج حيال انخفاض سعر صرف الليرة حتى تجاوز عتبة الـ 325 ليرة للدولار الواحد..!!.
يجب الاعتراف بوضوح أن تكلفة نجاح الحكومة مؤخراً في دعم سعر صرف الليرة كانت مرتفعة، وما كانت لتكون كذلك لو أن الحكومة تدخلت باكراً في سوق صرف الليرة وضبطته بما يحقق مصلحة الاقتصاد الوطني في هذه المرحلة، وتتجلى التكلفة المرتفعة التي دفع ثمنها المواطن والخزينة العامة واحتياطي البلاد من القطع الأجنبي في البنود التالية:
-الاستنزاف الكبير لمدخرات المواطنين والخسائر التي منيت بها مؤسسات القطاعين العام والخاص جراء ارتفاع أسعار السلع والخدمات في الأسواق المحلية بشكل جنوني وذلك بعد ارتفاع سعر صرف الدولار وتحقيقه لمستويات قياسية، وفي الوقت الذي كانت فيه شريحة صغيرة من التجار ورجال الأعمال تحقق أرباحاً هائلة كانت أعداد جديدة من العائلات السورية تدخل مع موجة ارتفاع الأسعار دائرة الفقر الشديد وأخرى تستنفذ ما تبقى لديها من مدخرات مالية..
ولو كانت لدينا مؤسسات ومراكز أبحاث اقتصادية مستقلة وموضوعية لكنا وقفنا بشكل تقريبي على حجم الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الوطني في هذا البند أو لنقل التكلفة التي ترتبت على ارتفاع أسعار السلع والمواد في الأسوق المحلية.
-خسارة مدخرات كثير من المواطنين لجزء من قيمتها، ففي ظل الانخفاض المتواتر لسعر صرف الليرة واكتفاء الحكومة والمصرف المركزي بالتصريحات والوعود خلال الفترة الماضية دخل القلق والخوف إلى نفوس كثير من المواطنين فهرعوا إلى تبديل مدخراتهم من الليرة إلى القطع الأجنبي ومع تدخل المركزي المتأخر خسر هؤلاء بعضاً من قيمة مدخراتهم...
وهنا علينا أن نفرق بين من كان يضارب على الليرة للمتاجرة ولتحقيق الأرباح، وبين من تركته الحكومة يغوص في ثنايا الخوف والقلق على مدخراته فاضطر إلى الخيار الذي كان يدعمه صمت وعجز الحكومة تنفيذاً...!!.
-البند الثالث في التكلفة يتعلق بقيمة القطع الأجنبي الذي طرحه المصرف المركزي في السوق المحلية خلال الأيام القليلة الماضية لتخفيض سعر صرف الدولار مقابل الليرة من عتبة الـ325 ليرة إلى ما دون ذلك...والسؤال هل كان المصرف سيضطر إلى ضخ نفس المبلغ لتخفيض سعر الصرف الدولار عندما كان السعر بحدود 150 ليرة مثلاً ؟!...بالتأكيد الجواب بالنفي وإن كانت هناك رؤى تقول إن تدخل المركزي باكراً ما كان له أن يضع حداً لتجار السوق السوداء والمضاربين، وعلى ذلك فهذه الرؤى تؤيد التدخل المتأخر دون أن تأخذ بعين الاعتبار الصورة الكلية لتأثيرات الانخفاض الكبير لسعر صرف الليرة في بلد كسورية.
وعليه فإن ما تعتبره الحكومة إنجازاً يسجل لها يمثل في واقع الأمر ملفاً جديداً يضاف إلى سجل الملفات الاقتصادية، التي يجب أن تحاسب حكومة الدكتور وائل الحلقي على تقصيرها وفشلها وعجزها في معالجة تلك الملفات، وإدارتها بما يخدم الاقتصاد الوطني ومصالح المواطنين في هذه المرحلة الصعبة.
__________________
شآمُ ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يغبِ ..