عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2013, 03:56 AM
  #108
ahmad477
عضو مشارك
 الصورة الرمزية ahmad477
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: سوريا
المشاركات: 158
شكراً: 521
تم شكره 971 مرة في 156 مشاركة
افتراضي رد: صالة أسعار صرف الدولار وباقي العملات مقابل الليرة السورية ليوم الثلاثاء 23-7-2013

المركزي والخاصرة الرخوة لـ«الليرة»!
23/07/2013

لم يعد «الاستعمال» السعودي للبنان الشقيق كأرض نقدية «واطئة» تمتص الدولار من السوق السورية مجرد تخمينات، ففي معلومات نشرتها الصحف اللبنانية وترتقي في مصادرها لحقائق، ثمة تورط قذر لبعض السوريين واللبنانيين في تهريب مئات مليارات الليرات السورية عبر الحدود لزجها عبر موجات متتالية، وحيث تطلب الأمر، في معركة خنق الليرة السورية مراكمة لأكلاف المعيشة وسلبا لقدرة الدولة على الإيفاء بالتزاماتها، وفق مواقيت مدروسة افتضحها استنهاض سعر الدولار بعد رفع أسعار المشتقات النفطية وبعد إصدار لوائح تسعير موسم الحبوب، وعقب كل انتصار جديد للجيش العربي السوري.

المليارات المضبوطة على حدود لبنان الشقيق مؤخراً لا تشكل إلا فصلا يسيرا من القصة، لا بل لعلها مجرد ترميم لأداة الحرب، فثمة معلومات عمرها سنوات عن اكتناز سعودي «ولبناني مدعوم سعوديا» لليرة السورية وبمئات المليارات.. وقصة مخازين «جدة» التي كشف عنها وحذر من خطرها الرئيس السابق لجمعية الصاغة، معروفة للجميع.

في لبنان، شكل الهيجان الذي كرسه «تحرير القصير» نقطة مفصلية في انكشاف التورط اللبناني، حين ولجت سوقه النقدية، مدفوعة بنوازع انتقام «أعرابي» سعودي، موجة شراء جديدة للدولار الذي كان عند 190 ليرة بـ250، بما يحاكي فتح ثغرة كبيرة في جذع سد، لتنتقل العدوى إلى داخل سورية مكرسة جوا مشحونا بالمضاربة يدعمه بعض من متآمرين داخليين «أو تجار حرب في أحسن الأحوال».. هذا ما عاينه السوريون آنذاك، وهذا ما حصل قبل ذلك باستتار أكثر كتيمية سجل الدولار خلاله قفزات متلاحقة لا طاقة للمنطق الاقتصادي بتبريرها.

بهذا الاختصار، يمكن تلخيص الدور العربي (الشقيق) في أزمة الليرة ومنه ما جرى تحت سمع وبصر المصرف المركزي اللبناني.. فماذا عن الفعل المقابل لمصرفنا المركزي وسلطاتنا النقدية؟

لطالما بقيت إستراتيجية «التدخل الاختباري» التي أولجها المصرف المركزي لأكثر من مرة أمرا عصيا على فهمنا، ولعل انكفاءه المبكر عن بعض موجات التدخل المعلنة، كما في موجة الـ100 مليون دولار قبل فترة وجيزة، يؤشر على إستراتيجية أكثر حرفية مما نعتقد، مستندا في إعلانه وانكفائه -فيما يبدو- إلى مجموعة من المعطيات النقدية والأمنية المتوافرة لديه، والتي بات من الممكن تفسيرها من حيث النتائج المذهلة لتدخله الأخير وفق سياقين، أولهما: اختبار حجم الكتلة النقدية من الليرات التي يمكن للسعودية زجها في مواجهة خطوته التدخلية كمعطى حاسم يحدد حجم وتوافر الكتلة الدولارية التي يتطلب زجها المقابل، أما ثانيهما، فيمكن فهم لولوج المركزي موجة تدخل جديدة قبل قطعها مبكرا، كمحفز لسلطات الـسعود وضخ كتلة مقابلة من الليرات السورية للجم أي هبوط في سعر الدولار، وذلك عبر خطوات متتالية يحدد المركزي توقيتها وتؤدي في تراكميتها إلى استنزاف الكتلة النقدية التي تكتنزها السعودية من الليرات كسيف سيبقى مسلطا على رقبة الاقتصاد الوطني.

وإن كان تدخل المركزي الذي غالبا ما تم على خلفية موجة صعود للدولار يرجح الاحتمال الأول، إلا أن الاحتمال الآخر كان حاسما في انتصار المركزي خلال الجولة الأخيرة من الحرب التي تشن على الليرة، فمع وصول سعر الصرف إلى مستويات قياسية لامست 340 ليرة مقابل الدولار، تقلصت القدرة التخريبية للكتلة النقدية التي تختزنها السعودية، إذ إن مضاربتها على الليرة وفق السعر العالي جعل من تدخل المركزي ببضعة مئات من آلاف الدولارات كفيلا بردع ارتفاع الدولار بالقدر الذي كان يتطلب ضخ عشرات ملايين الدولار سابقا، وعلى التوازي، فإن كتلة من 100 مليار ليرة سورية تختزنها السعودية كانت تتيح لها التلاعب على مستوى ملياري دولار، بينما تضيق مساحة التلاعب تلك لأقل من 290 مليون دولار عند 340 ليرة للدولار.

تكنيك التدخل «وربما تأخره إلى الوقت المناسب»، ساهم في استنزاف قدر كبير من الكتلة النقدية الخارجية التي بات المضي في حرب الليرة يستلزم حصول السعودية وغلمانها على مزيد منها ضمانا لاستمرار القدرة التخريبية لهذه الأداة.

لا ذكاء يحسد عليه صاحبه في الحرب التي شنتها -ولا زالت- السعودية على الليرة السورية.. فقط، ثمة فوائض نقدية هائلة مشبعة برائحة النفط تتيح لأي أحمق على وجه الخليقة أن يطحن اقتصادات بأكملها بطرق شتى، لا بل يمكنه عبرها تدريس الجمل أسس غزل الحرير بخفيه بالسهولة ذاتها التي يمكن فيها تقبل محاضرات يلقيها أمراء آل سعود عن العروبة والديمقراطية وما إلى ذلك... ولئن كسب المركزي وخبراؤه جولة في الحرب باحتساب دقيق وواع للحظات التدخل، إلا أن «الأعرابية القاتمة» لن يبرد انتقامها بسهولة.

وبغض النظر عن قدرتها على ترميم الكتلة النقدية اللازمة للاستمرار وسط رفض أشقاء عرب «حقيقيين» التخلي لها عن كتل نقدية بالليرة السورية في مصارفهم، إلا أنها ستضرب في موقع آخر، قد يشكل احتمال التزوير على نطاق واسع أحد أدواته.. تماما كما جرت عليه الأمور في سنوات الثمانينيات.

سيرياستيبس- الوطن - علي هاشم


شارك بالتعليق :

الاسم :
التعليق:


طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق
ahmad477 غير متواجد حالياً  
5 أعضاء قالوا شكراً لـ ahmad477 على المشاركة المفيدة:
محمود1986 (23-07-2013), Gohn Ros (23-07-2013), Laraqw (23-07-2013), pop75 (23-07-2013), sajed (23-07-2013)