محامي: مشرف صالة الاستشارات القانونية
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 565
شكراً: 316
تم شكره 767 مرة في 201 مشاركة

هبـــوط الــدولار....السبب الخفــي
[COLOR="DarkOrchid"]هبـــوط الــدولار....السبب الخفــي
آثــار موجة الهبوط الكبير والمتسارع للدولار أستغراباً ودهشة لدى عموم الناس وأربك صراحــة الأقتصاديين الذين برروا أسباب الهبوط طبقاً لنظريات الأقتصاد التي قد تعجز عن تفسير هذه الظاهرة .
ويلاحظ أن التفسيرات بالعموم قد أنصبت بعدة أتجاهات نجملها بالآتي:
1- مساعدات مالية ضخمة ايرانية وروسية:
وهذا التبرير يفتقر للموضوعية المستمدة من الوقائع فالأيرانين عجزوا عن السيطرة على سعر صرف التومان الذي مازال يتآكل حتى اليوم وبالتالي ماعجزوا عنه داخلاً لن بفلحوا به خارجاً.
وأما الروس علينا ان لا ننسى ان الحكومة السورية طلبت لمرتين متواليتن قروض مالية ضخمة وسيرت وزراء ومسؤولين لهذه الغاية ولكن لم يقترن هذا الطلب بالموافقة وأنما اشيع من الأعلام الروسي أن الطلب السوري قيد الدرس ...ولم يزل لليوم كذلك.
طبعاً هذا لا ينفي المساعدات الأخرى المقدمة من ايران وروسيا ولكنها عينية عسكرية غذائية نفطية سلعية ولكن ليست مالية نقدية..
إذاً هذا طرح مستبعد
2- أستعراض للقوة من المركزي :
وأصحاب هذا الرأي ينطلقون من فكرة مفادها أن المركزي هو الذي ترك سعر الصرف يهبط لمستويات قياسية وترك الناس يقعوا تحت سطوة الهلع ويندفعوا لشراء القطع الاجنبي ثم فرض سطوته وقوته وعرض بعض مايخزن من أحتياطيات فكان أن أعاد الأمور لنصابها مع تلقين من استبدل أمواله درساً قاسياً...
ايضاً هذا الرأي بعيد عن الواقع ومجريات الاحداث...
فالمركزي بقي لسنة كاملة يبيع لأي مواطن عشرة الاف دولار أميركي على بطاقة الهوية الشخصية بقصد الحفاظ على سعر معتدل للصرف وهو خلال هذه الفترة أستنفذ الكثير من الأحتياطيات النقدية الأجنبية التي يمتلكها ثم أنتقل الى التقنين بالمنح وأتباع سياسة مالية تقشفية تقوم على تمويل الأولى فالأولى وفقاً لمعايره وهو مايشير الى تدني او محدودية للقطع اقتضت التقشف...
ناهيك عن ان التلاعب بسعر الصرف اشبه بالتلاعب بقنبلة بحقل الغام أي خطأ لا يفجر القنبلة فقط بل يطيح بكل من بالحقل وهو مايدفعني لأستبعاد هذا الأحتمال خصوصاً وأن د. ميالة نفسه كان يرى سعر ال200 ليرة للدولار سعراً يدعو للفخر إذ كان من الممكن أن يصل للـ500 كما صرح بلقاءه التلفزيوني ...
كذلك ممكن ملاحظة سكوت المركزي خلال عملية الهبوط المستمر للدولار وعدم البوح أو التباهي بالقوة كما فعل بمناسبات أخرى تحسن فيها سعر الصرف تحسناً متواضعاً وهو مايطرح العديد من التساؤلات حول دور المركزي في عملية الهبوط الأخيرة...
3- طرح دولار كبير بالشمال السوري:
أيضاً هناك من يبرر مايحدث بطرح مبالغ مالية كبيرة بالدولار بالشمال السوري تم تحويلها للعملة السورية تسببت في هبوط سعر الصرف ..
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الأموال جديدة على الشمال السوري أي لم تكن موجودة عندما كان سعر الصرف فوق الـ250 ووجدت اليوم؟؟
ومادواعي تبديلها بهذه الكثافة اليوم بالذات؟؟
وهو ما يجعل أيضاً هذا الطرح مستبعد فلا العملة الصعبة بوافد جديد ولا دواعي التحويل الكبير مفهومة ومنطقية مما يدفعنا لأستبعاد هذا الأحتمال...
4- الهلع الشعبي:
يقوم هذا التحليل على ان الناس تتبع سياسة القطيع وأنها طرحت ماتملكه من دولار لشيوع هبوطة خشية تكبدها خسائر كبيرة وهو مأادى للهبوط الكبير بسعر الصرف...
طبعاً لا يمكن نفي الهلع بالمطلق ولكنها ليست سبب الهبوط الرئيس هذه قد تزيد نسبياً من درجة الهبوط ولكنها لا تخلق واقعة الهبوط...
ناهيكم عن أن الكثير ممن الناس ممتنعين عن الأنخراط بلعبة الصرف وغالبهم من المتحوطين وليسوا من المتاجرين الذين يعدون قلة غير مؤثرة وهو ما يدفعنا لأستبعاد هذا الطرح أيضاً.
5- إذاً مـــاسبب الأنخفاض....
ماآراه أن الأنخفاض لا علاقة له بالشأن المالي أو الأقتصادي على الأطلاق وانما خاص بالشأن السياسي...ومقدمــات جنيف...التي تحتاج لمناخ أقتصادي وسياسي يسمح بأنطلاقها ويجعلها تلقى رضاً وقبولاً شعبياً من كل الأطراف....
كيف ؟؟
بدفع سعر الصرف للهبوط من قبل التيارات والقوى الراعية لجنيف والتي ترسل رسالة ظاهرها أقتصادي باطنها سياسي بأن الأنخراط بجنيف سيأتي بالخير للكل وتعديل سعر الصرف مؤشر صغير على ذلك إذ سيلقى البلد دعماً من القوى الراعية يساعده في محنته...
هذا ماأراه في تبرير أنخفاض سعر الصرف اليوم بهذا التوقيت بالذات بهذه القوة والسرعة يدعمه صمت المركزي وعدم التباهي بالأنجاز وعجز المحللين الأقتصاديين عن معرفة القاع المستهدف للهبوط مع عدم تبدل بالمطلق بالوضع المالي والأقتصادي والأعاشي والميداني والاعماري يبرر مايحصل فنكون إذاً أمام تفسير سياسي يدفعنا لتأمل النتائج المعاكسة لفشله ...
/COLOR]