فكرة حرب العملات تقوم على مبدأ أن كل بلد يسعى إلى خفض سعر عملته لكي تكون السلع التي ينتجها أرخص في الأسواق وخاصة الخارجية.
ولعل ما يحدث بين الصين والولايات المتحدة هو المثال النموذجي لحرب العملات، ويبدو من النتائج خلال السنوات الفائتة أن الصين أرهقت السلع الأميركية من خلال منافسة من أبرز أدواتها تخفيض قيمة العملة الصينية.
وهناك كاتب أميركي من أصل صيني اسمه «ستوغ هو يفيننغ» تابع حرب العملات منذ بدايتها ليصل إلى نتائج مهمة لعل من أبرزها أن الولايات المتحدة قررت منذ عدة سنوات أن تخوض هذه الحرب، وطريقتها تقوم على التلاعب بأسعار الدولار صعوداً وهبوطاً بحيث تخسر الدول المنافسة جزءاً من احتياطياتها من العملات الأجنبية وبالتحديد من الدولار.
بل يقول: إن وضع الصين الآن يشبه وضع جنوب شرق آسيا عشية الأزمة الاقتصادية التي أصابت ما كان يسمى «النمور الآسيوية» في عام 1997.
أما نحن.. فبالتأكيد لسنا في مجال حرب عملات.. وليس علينا أن نتوقع هذه الحرب لكن من الحكمة أن نفكر في الاستفادة منها أو باستخدام أدواتها.
ومنذ فترة ثمة أصوات تناقش هذا الإصرار على أن تكون الليرة مرتفعة أمام الدولار.. وأقول عالية وليست قوية، ومنخفضة وليست ضعيفة لأن استخدام قوي وضعيف يعطي انطباعات غير مجدية في علم الاقتصاد.
فما الذي حصلنا عليه من كون سعر الليرة عالياً أمام الدولار؟! لقد كانت الإجابة أن سعر الليرة لا يناقش في الصحف وأن «لليرة والدولار» أشخاصاً ومؤسسات تقوم على رعاية العلاقة بينهما.
وهنا... ومرة أخرى؟
أقترح قراءة أكثر إدراكاً لحاجة سورية لتنويع صادراتها وخفض كلفة منتجاتها وكذلك خفض كلفة السياحة فيها، صحيح أن الأمر ليس بهذا التبسيط وأن ثمة منعكسات أخرى تتعلق بالمحتوى الدولاري للسلع التي نستوردها استهلاكاً أو كجزء من عملية الانتاج إلا أن هذا ايضاً له آثاره التي يمكن أن تشجع وتقود المستهلك نحو البدائل المحلية وكذلك تقود المنتج نحو خيارات أخرى بعضها محلي وبعضها الآخر من دول أرخص.
فكروا في الإجابة عن هذا السؤال؟
لماذا يصرّ الصينيون على يوان منخفض ونصرّ على ليرة مرتفعة؟