العوامل المؤثرة التي ضاعفت أزمة سوق الأوراق المالية
اذا درسنا عوامل أزمة هبوط السوق المتواصل نجد ان أهم العوامل التي أدت
الى تفاقم ازمة عادية وترقيتها الى ازمة أشد على المضاربين تحديداً هي
1- الاعتياد
ان الاعتياد على تواتر حركة معينة في اسواق البورصة لفترة من الزمن يبعد عن مداركنا مخاطر خروجها
عن معدل (range) حركة معين
وعدم استعدادنا للتأقلم المرن مع اي تغيير في طبيعة ومعدل (range) حركة الاسهم
بينما من اهم صفات اسواق المال والبورصة هو التغير الدائم ونحن نجني الربح من تأرجحها
ولو حافظت الاسهم على حركة اعتيادية لأصبح الربح أقل وأضمن ولكن رغبة المضاربين بالربح الوفير
هو ما يساهم بصنع مسار السوق صعوداً أعلى او هبوطاً أدنى
ولكن اذا علمنا ان السوق يصنعه المضاربين والمستثمرين كبارا وصغارا من خلال العرض
والطلب الذي هو القانون الذي يحكم السوق
فإذاً الملام بتضخم أسعار الأسهم وخروج السوق عن معدل حركة الأسهم الاعتيادية والهبوط او
الصعود المتواصل هم المضاربين انفسهم
واثناء هبوط السوق او صعوده المتواصل يتم انهاء فرص مضاربين بالخسارة ولكنه يخلق
فرصا جديدة واعدة اذا هناك دائما فرص متاحة حتى في اسوء وضع للسوق بل على العكس تتكاثر
فرص الربح والثراء لمن يستعيد توازنه سريعا ويتأقلم مع معطيات السوق الجديدة
الحل هو في توسيع دائرة الاحتمالات التي نفترضها حين دخولنا السوق و اخذ اي حدث
مهما كان صغيراًعلى محمل الجد لاننا نعلم أن السوق ليس لديه خريطة الكنز بل لديه متاهة
الكنز تحتاج الى دراسة وحدس سليم
2- المفاجأت
ان اسواق البورصة تتأثر تأثراً آنياً وسريعا بكل الاحداث التي تقع حول العالم من كوارث طبيعية و
احداث جيوسياسية وتهديدات منابع ومصادر الطاقة وازمات اقتصادية طارئة
ان الأحداث التي لانتوقعها تربكنا فهي تبطل مفعول قراءتنا للتشارت او نظرتنا لمسار صفقاتنا
وبالتالي تبطل جدوى اي تحليل فني او اساسي او حدس سابق لحدوث المفاجأت وتحملنا عبء اعادة
التحليل والتقييم لرؤيتنا مع أخذ بعين الاعتبار الاحداث الجديدة التي لا يمكن نكران تأثيرها وتسبب
لنا مشاعراً آنية بالخوف لفقدان تحكمنا بصفقاتنا ومن ثم فقداننا للتوازن في قراراتنا من بيع او انتظار
الحل هواغلاق المراكز( عمليات الشراء)
فوراً او الاحتفاظ مع رصد سيولة كافية لحمايتها واقتناص الفرص عند انتهاء
الأزمة مع المتابعة اللصيقة لمجريات الاحداث والسوق
3- تحميل المسؤولية
السؤال
من يتحمل مسؤولية هبوط السوق المتواصل ؟؟
أولاً ارتفاع أسعار الاسهم بما سمي تضخم أسعار معظم أسهم البنوك كان لا بد ان تهبط الأسعار
عاجلاً ام آجلاً بهذا الشكل
اذاً يتحمل المسؤولية المضاربين الذين لم يجنوا الارباح النظرية أول بأول والا مهما جنت اسهمنا
من ارباح ستبقى نظرية حتى نغلق مراكزنا بتحقيق الربح الفعلي واحتفاظنا بهذه المراكز
هو سبب تضخم اسعار الاسهم
فحينما اربح من سهم اكتتبت عليه 1600 ل س ربحا ولا ابيعه فأنا قد ساهمت
بتضخم سعره وثم انتكاسه الى 600 ربح اكون قد خسرت 1000 ل س من ربح كل سهم
وهذا درس علينا تعلمه ان عدم جني الربح سيجعله يتبخر
وكمثال فعلي اذا كان لدينا بستان من الاشجار المثمرة علينا قطف كل شجرة يانعة حالاًً
وعدم انتظار الأشجار لتنضج جميعها والا خسرناها واحدة تلو الاخرى
ويتحمل المسؤولية المضاربون الذين لم يضعوا حدا فورياً لخسائرهم والخروج المبكر من
السوق للمراقبة بانتظار اقتناص فرص الشراء التي لم تجد من يتلقاها بينما كان انجاز عمليات
الشراء سيكون عاملا حاسما لرفع السوق باكراً وتعويض الخسائر اي ان نسير مع موجة السوق
هبوطاً ثم صعودا فالمضارب المحترف يضع حداً مبكراً للخسارة ولايعاند السوق
اويخرج من السوق ويقف مراقباً الاحداث
تتحمل الهيئة جزء من المسؤولية لعدم سعيها طمأنة المضاربين بل على العكس صادف
تنفيذها قرارات جديدة قبيل بدء الازمة السياسية في المنطقة خصوصاً قرار الحدود السعرية
وصمتها حينما لزم ان تصدر بيانات اسبوعية توضح وضع السوق
ولكن لو كان تصرف الهيئة وادارة السوق مثالياً ما كانت الاسواق بأفضل حالاً فالخوف مشروع
ورأس المال جبانا وانا لاأحبذ فكرة تدخل رسمي في السوق لأن ما يحدث هو جزء حقيقي وطبيعي
وان كان سيئا ولكنه جزء من طبيعة حركة الاسواق العادية علينا استكشافه وليس نكرانه فهذا
السيناريو قد يحدث مرارا بعد كل صعود متواصل علينا التأقلم مع ايقاع السوق صاعداً او هابطاً
لكن ان القاء اللوم على اسباب أخرى وعدم تحملنا ولو جزءمن المسؤولية هو سبب لعدم تمكننا من
اتخاذ القرارات الصحيحة فعدم تسييل جزء كبير من محافظنا في بداية الأزمة هو ما منعنا من
الشراء لنقص السيولة لدينا وبالتالي هيمن العرض على السوق
طبعاً ان تحليلي شخصي يحتمل الصواب والخطأ
ختاماً
كل مضارب عليه ان يتبنى استراتيجية ناجحة تحقق له الربح وتحد الخسارة سريعا
وعلينا الاعتراف المر بأن مهما كنا نعرف مازلنا نتعلم الدروس
ولكنها ضرورية
ان تنمية حدسنا المهني للمضاربة هو ضمانتنا لحسن التصرف في ادارة الأزمات
فحدسنا السليم هو من يلهمنا وقت الشراء والبيع المناسب وهو من يرشدنا ان هناك
شئ ما سيحدث وعلينا الانسحاب
النصيحة الذهبية
استعن بحدسك