
بلدان تم بيعها بمعنى الكلمة
عندما توفي الامبراطور الروماني بوبليوس برتيناكس فثار حرسه الخاص مطالبين بدفع رواتبهم المتأخرة
وحين أخلى البرلمان مسؤوليته من هذا الطلب استولوا على مباني الحكومة وأعلنوا عن تنظيم مزاد علني لبيع الإمبراطورية الرومانية
وهكذا توافد الأثرياء والتجار الى روما للمشاركة في هذا المزاد وفاز بالصفقة تاجر روماني يدعى ديديوس سالفيوس دفع ما يوازي خمسين مليون دولار بأسعار اليوم.. ولأن الرومان لايعرفون غير حدود إمبراطوريتهم الكبيرة تم توقيع عقد البيع بصيغة امتلاك (كامل الكوكب) وأعطي ديديوس وثيقة رسمية بذلك
ولم تنته هذه المهزلة إلا بعد عامين حين عادت الفيالق الرومانية من الغرب فاستولت على روما وقطعت رأس التاجر وانتخبت قائد الجيش سبتيموس امبراطورا جديدا
**********
وخلال القرون التالية تكررت هذه «الحركة» كثيرا بصرف النظر عن واقعيتها وإمكانية تنفيذها
ففي العصور الوسطى مثلا كان الفاتيكان يملك اعتمادا على حق الوصاية الدينية.. كامل الأراضي التي تشغلها الدول التي تدين بالمذهب الكاثوليكي.. وهو ما يعني معظم القارة الأوروبية
ولم يقتصر احتكار الفاتيكان على مملكة الأرض بل ادعى امتلاكه لمملكة السماء وأخذ يبيع أراضي في الجنة على الملوك والأباطرة وكل من يدفع المال.. تحت مسمى صكوك الغفران
**********
وحتى قرنين مضت كانت الكنيسة البرتغالية تملك فعليا ثلثي أراضي البرتغال.. بالإضافة الى حق امتلاك أي أراضٍ مكتشفة في القارتين الأمريكيتين.. وحين استقلت البرازيل عن البرتغال عام 1822 اضطرت لدفع أقساط سنوية كبيرة للكنيسة البرتغالية استمرت حتى مطلع القرن العشرين
ففي عام 1893 قام مرتزقة أمريكان بثورة في هاواي عزلوا خلالها الملكة كلاني عن العرش وسيطروا على مقدرات البلاد.. ولأنهم مرتزقة وليسوا سياسيين باعوا الجزيرة لاحقا للحكومة الأمريكية مقابل 60 مليون دولار