
رد: مجموعات منظمة في دبي وبيروت وبروكسل والسويد .........
الوطن
لم يكونوا بعد ظهر أمس مندسين فقط ولم يكونوا محتجين ولا أصحاب مطالب
وإنما كانوا مخربين ومثيري شغب وقتلة أرادوا نشر الخراب والفوضى فأحرقوا القصر العدلي ومنزل المحافظ ومراكز الاتصالات وبعض أبراج الخلوي (لقطع الاتصالات واتهام الدولة بالقيام بذلك) إضافة إلى حرق الدواليب والسيارات وسرقة المحال التجارية!!
فـ«الحرية» بأسلوب هؤلاء تعني رشق قوات الأمن بالحجارة والأسلحة النارية الخفيفة والتجول في الشوارع على الدراجات النارية وترويع كل المواطنين العزل الرافضين للعنف في مشهد لم تره مدينة أو محافظة درعا منذ آلاف السنين.
وللوقوف على حقيقة التدهور الأمني الذي حصل بعد ظهر أمس في مدينة درعا، أكد عدد من المواطنين الذين تمكنا من الاتصال بهم، أن كل الأوضاع كانت تحت السيطرة حتى قرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس مع وصول وفد رسمي من دمشق للقاء وجهاء المنطقة
ووفد رسمي آخر قدم تعازيه باسم السيد الرئيس بشار الأسد وبعد أن تم إطلاق سراح كل الموقوفين في أحداث الجمعة وما قبل الجمعة، عمت مشاعر الفرح في كل أرجاء المحافظة وخرجت مسيرات جوالة ترفع إشارات النصر ومنها من كان يتوجه بعبارات الشكر للرئيس الأسد لاستجابته السريعة لمطالب أهالي درعا، وفتح تحقيق لمعرفة ومعاقبة كل المرتكبين في أحداث الجمعة، وتقدم عدد من الشبان بطلب خاص لدخول قلب المدينة للاحتفال وبعد أن تم رفض طلبهم تدخل عدد من الأهالي برجاء للقوات الأمنية لفتح الطريق أمام هؤلاء مؤكدين أن تحركهم سليم وهدفه احتفالي لا أكثر، وبعد أن وافقت القوات الأمنية وفتحت الطرق نحو الساعة الرابعة والنصف دخل قرابة 200 شاب ومنهم من كان على دراجات نارية ولاحظت القوى الأمنية أن عدداً كبيراً منهم كان «ملثماً» وفور دخولهم بدؤوا بإلقاء الحجارة الثقيلة على قوات الأمن وفتحوا النار بمسدسات ورشاشات خفيفة ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر الأمن ثم انقسموا إلى مجموعات والتحقوا بمجموعات أخرى كانت داخل درعا (المحطة) منها من توجه إلى القصر العدلي ومنهم إلى منزل المحافظ وبدؤوا بإشعال الحرائق، ومجموعة أخرى إلى المشفى الوطني فأحرقت السيارات التي كانت تقف في محيطها وألحقت أضرار بالمشفى الذي بقي يعمل على الرغم من الاعتداء. فواجهتهم القوات الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع وتم إسعاف المصابين إلى داخل جامع العمري حيث رفض المصابون باختناق أن يتم نقلهم إلى المشفى الوطني، فقام المشفى بإرسال الأطباء والمعدات إلى داخل المسجد لمعالجة المصابين وسجل نحو 30 إصابة اختناق وسقط رأفت أحمد كراد قتيلاً دون أن يتمكن أحد من معرفة مصدر النيران.
وخلال هذه المواجهات كان شيوخ ووجهاء درعا يوجهون النداءات عبر مكبرات الصوت في الجوامع للشباب بالخروج من وسط المدينة والتوقف عن إحداث الفوضى والخراب إلا أنهم رفضوا كل النداءات، وتبين لاحقاً لوجهاء درعا أن أغلبية من شارك في إحداث الفوضى والخراب كان من المتطرفين الفلسطينيين وأن أبناء درعا كانوا أقلية.
وأكد مراسل «الوطن» في درعا أن الهدوء عاد نحو الساعة التاسعة مساء إلا أن أهالي درعا صعقوا بحجم الخراب ومنهم من بكى المشهد والدمار مؤكداً أن هذه التصرفات لا علاقة لها بدرعا أو بشبابها.
وأكد أحد الوجهاء أن درعا المسلمة والمسالمة أرض الأبطال والثوار لن يحولوها إلى أرض دمار ولو تطلب الأمر مواجهة المخربين بالأيدي.
وقال مواطن من درعا رفض الكشف عن هويته في الوقت الحالي: «أرادوا تشويه صورة شهيدي درعا وتحويل طلبات الإصلاح التي نادى بها الأهالي إلى شغب على الأرض وهذا ما لن نسمح به، وسنواجه كل من يعيث خراباً في محافظتنا».
واستمرت أمس حملة التضليل والأكاذيب على الفضائيات، ولم تشر أغلبيتها إلى أن محدثي الشغب هم عناصر غريبة عن درعا.
ومن العاصمة دمشق أكد مصدر فلسطيني مسؤول رفضه لأعمال الشغب التي حركها بعض الفلسطينيين في مخيمات درعا مشيراً إلى أن الفلسطينيين في سورية وفي الخارج لن ينسوا مواقف سورية معهم ولن يتوانوا عن التصدي لمن أساء للأمن في سورية وسيكونون أول من يحاسبهم.
مؤكداً أن هؤلاء خارجون عن الإجماع الفلسطيني وستتم ملاحقتهم ومعرفة من حركهم وبأي هدف.
وعلمت «الوطن» أن اجتماعاً عقد ظهر أمس جمع كل الفصائل الفلسطينية وعلى أثره توجه وفد إلى المخيمات في درعا حاملاً رسالة واضحة وصارمة بأن أي خروج من المخيمات سيواجه من قبل الأمن الفلسطيني أولاً وبلا «رحمة» وتأكيد رفضهم التام لأي أعمال تخريبية يقوم بها عناصر متطرفة.
وليلاً أكد مصدر سوري مسؤول أن «التخريب ليس تظاهرة سلمية بل جريمة يعاقب عليها القانون وأن السلطات ستتعقب كل من شارك في أعمال التخريب وتحاسبهم على أفعالهم».