ترويج سياسة الربح السريع

اولاً

ا ن جوهر حياة الانسان (غالباً) ما يرتبط بالعمل الفعال المنتج

والمضني الذين نقوم به ارتباطا وثيقاً . فانسانيتنا تتجلى
بالسلوك الذي
نؤدي به اعمالنا او تطبيقنا لمبادئنا وطموحاتنا من خلال ادائنا
لعملنا
فمقياس نجاحنا هو عملنا و التصاقنا اثناء اداءه بما نؤمن من
مبادئ وقيم انسانية وكيف نلبي احتياجاتنا الحياتية من ناتج
عملنا
وهو المال
اذا النقطة الفاصلة هنا بابسط عبارة
كيف ومن اين نجني المال ؟

كيف ننفق المال اونستثمره ؟؟؟

1-ان الفرد يدعم المجتمعات النامية من خلال جهده
سواء كان فلاحاً أو عاملاً او معلماً او مهندساً او موظفاً مهما اختلف مجال عمله فهو
يقوم بدوره باستثناء القلة او من لم تتوفر لهم فرص عمل مناسبة
2-وايضاً يدعم الفرد مجتمعه بالمال الذي ينفقه
في تلبية احتياجاته اليومية من طعام وشراب وسكن وكل نشاطاته الاستهلاكية الاخرى فالمال يدخل في الدورة الاقتصادية
3-تحصّل الدولة بمختلف مؤسساتها وقطاعاتها الرسوم

والضرائب المباشرة وغير المباشرة واجور الخدمات التي تقدمها للمواطن
بشكل مباشر او اضافة الغرامات على المتأخرين وان لم تحصل الرسوم او الضرائب او اجور
الخدمات فهذا تلكؤ منوط بافراد قلة من المجتمع وموظفين متخلفين معاً عن اداء دورهم .

اذاً الفرد المتوسط ينجز غالباً دوره من عمل ان توفر له ومن انفاق لتمويل الدورة الاقتصادية لبلده قد يدخر اويستثمر ما يفيض ان فاض
اذا ناتج دخل المواطن يصب في ساقية الوطن انفاقاً او استثماراً او ادخاراً

يتجلى طموحه في زيادة دخله لتحسين مستوى معيشته من سكن وغذاء و وسيلة نقل وقليل من الرفاهية هناك يكمن موطن الضعف
عندما لايستطيع ان يحقق طموحه بالعمل المضني والشاق
ويكون الافق مسدوداً في فترة ما ينجر وراء اوهام الربح السريع التي غالبا ما يروج لها من ربح اليانصيب –القمار – البحث عن قطع ذهبية او ثمينة مدفونة
ونشاطات اخرى ممنوعة قانوناً لكن متاحة في الظل واللجوء الى الشعوذة لانجاز المهام التي لم يستطع انجازها بالقدرات التي يمتلكها.

لماذا وكيف تروج سياسة الربح السريع؟

تروج صناعة الوهم لان هناك ربح اكيد لاصحاب هذه الصناعة
فهم يريدون سلب ما علق من مال في جيوب الواهمين اوما وضع في اي استثمار لم يعطي ثماره بعد
اذا الهدف سلب الاموال .
اصبحت سياسة الربح السريع اكثر رواجا في العالم اجمع من
خلال تسويق أفكارالتغير المادي والمعنوي السريع
فعظم برامج المسابقات والحوارالشهيرة اصبحت تركز على كيف تكون مبتدئً مغموراً وفي ايام قليلة تصبح نجماً ثرياً التغيير من حيث الشكل
والوضع المادي بكبسة زر لايستلزم منك اي تعب سوى الاشتراك
في برنامج او الذهاب الى اختيار اجابة او رقم لتفوز بمبلغ
مليوني .
واحدثت عشرات الفضائيات تروج صناعة الوهم بكل اشكاله
واصبحت
تتصدراعلانات صفحات كازينوهات القمار المواقع الهامة والامثلة عن
ا لبرامج و الفضائيات والاعلانات لاتحصى

مثال برنامج مع جويل أحلى -انت الرابح الاكبر –اوبرا والجوائز
الخيالية التي تمنحها للحضور – مسابقات ستار اكاديمي –
برامج اللوتو والياناصيب الخيالية في انحاء العالم

وتروج نوادي القمار لصناعتها بكثير من البريق والخداع
الاعلامي
ان انعكاس الصورة التي ترسمها سياسة الربح او التغير السريع
تريك
الجانب الوردي من الصورة وتضعك بطل الصورة بينما في الواقع
مقابل كل رابح مليوني هناك ملايين الخاسرين

اما عن طريق الاتصالات او اليانصيب او لاعبي صالات القمار .

الرابح هو مروج المشروع او صاحب القناة اوصاحب الكازينو

ان كل المشاريع التي تروج للربح السريع هي مشاريع ضارة بأي اقتصاد لأن عجلة الاقتصاد لاتدور الا بالجهد المضني والعمل المنتج والفعال مع
اقترانها بالمبادئ و القيم الانسانية التي ترقى بقيمة الانسان فوق التصنيفات المادية الشكلية .

ثانياً

ان اعلان افتتاح كازينو في مدينة عريقة ومحافظة مثل مدينة دمشق اثار الكثير من النقاش و التساؤل من عدة وجهات نظر بعضها ديني واخلاقي واجتماعي واقتصادي وقانوني والسؤال هو

ما هي مسوغات افتتاح كازينو للقمار ؟

1-ا كان الهدف هو ابقاء اموال المقامرين الاثرياء داخل حدود الوطن
فلا تتسرب اموالهم الى المقامرة في بلد مجاور مثل لبنان او قبرص
هذا مسوغ غير كاف لان من أجل خدمة قلة من الاثرياء محبي القمار اموالهم فائضة عنهم داؤهم البطر نغامر بمستقبل الكثير من ابناء الوطن قد يقعون ضحية سياسة الربح السريع واغراء القمار الذي اصبح متاحاً مكاناً و فعلاً بفضل هذا المشروع

2-ان القانون يعاقب على القمار وبالتأكيد يعاقب على اقامة الكازينو

3-بالاضافةان المنشأت التي تشجع الربح السريع تضر باقتصاد الوطن
فلا يمكن ان تقنع فلاحاُ من ملاكي الاراضي ان يزرع وهو يسمع ان هناك من يربح في ساعة ما يجنيه هو في موسم
من سيقنع صغار التجار والصناعيين ان عملهم اكثر جدوي من الربح المروج له .من سيمنع الاشاعات التي يروجها اصحاب المصلحة ان تصل الى كل اذن وقد تكون اذن حالمة او يائسة فلا يردعها رادع حتى الفقر فتزداد حالات الخروج عن القانون وازدياد المشكلات الاجتماعية والاقتصادية
بالاضافة
لكل ماذكرت عن اهمية العمل المنتج

لأن عجلة الاقتصاد لاتدور الا بالجهد المضني والعمل المنتج
والفعال مع اقترانها بالمبادئ و القيم الانسانية التي ترقى بقيمة الانسان فوق التصنيفات المادية الشكلية .

فالبديل قد يكون انشاء يانصيب خيري لتسلية الاثرياء واختيار الالعاب المناسبة وتشجيعهم على الانخراط في النشاطات الخيرية ورعاية الجمعيات الاهلية والنشاطات الرياضية واستغلال المال في المشاريع المغامرة اذا الحل

هو توعية الأثرياء

وليس جر المجتمع الى
مخاطر اثبتت التجارب انها مؤكدة
هناك الكثير من المشاريع الهامة والملحة علينا انجازها بدل الانخراط في صناعة وهم الربح السريع

ختاماً

قبل افتتاح كازينو ربما كان علينا دراسة متأنية لخيارين منع اقامة الكازينو او السماح له من حيث مساوئ ومحاسن كل من الخيارين
المقارنة بين الفائد ة والأضرار

فهل توازي المبالغ المقامرة المحبذ الاحتفاظ بها بدل ان تنالها
الدول المجاورة

كل الاضرار الاجتماعية والاقتصادية والانسانية الناتجة عن

تشريع المقامرة

في النهاية مالك هذا الكازينو هو شخص سيجني هذه الاموال الطائلة

ولن تحصل عليها الدولة وبصفته مقامرا قد يقامر بها في مونت
كارلو او احدى الدول المجاورة وتعود اليها

من يضمن مصير هذه الأموال

وماذا سيفعل بها ????