مشرف
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة

رد: الدولار مزادات ومخاوف
شهرياً.. المركزي يوفر مليار دولار من تمويل مستوردات الخاص
| محمد بدر كوجان
في ظل ظروف تخوف الأفراد على مدخراتهم يلجأ البعض إلى الذهب أو النقد الأجنبي كـ«الدولار» أو العقار أو غيرها والقصد دوماً ضمان ألا تنخفض القوة الشرائية لما يملكه من فائض، والسؤال هل سلوك بعض الأفراد باقتناء الدولار الحر من السوق «السوداء» بأسعار لامست 57 ليرة يوم الثلاثاء وهي أعلى من السعر الرسمي للمركزي بحوالي 15% بقصد التحوّط سيعالج مخاوفهم أم سيعرضهم للخسارة؟.
قال د.محمد جمعة الباحث في الشؤون المالية والمصرفية لـ«الوطن»: إن ارتفاع الدولار اليوم فوق 55 ل.س في السوق السوداء أمر لا يدعو للخوف أو القلق ويتناسب مع الظروف التي تعيشها سورية حيث يعادل هذا الارتفاع انخفاضاً مقداره 15% من قيمة الليرة السورية خلال 8 أشهر ويدل على قوة الاقتصاد السوري في مواجهة الحصار والضغط رغم أن الدولة لم تستخدم كامل قوتها بعد.
وأضاف جمعة: إن ارتفاع الدولار أمام العملات الأخرى ولاسيما اليورو بنسبة 16% وبما أن الدولار يشكل 44% من قيمة سلة العملات الداخلة في تحديد سعر صرف الليرة السورية لذا يمكننا حساب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بضرب هاتين النسبتين 44% × 16% والنتيجة تشكل وتبرر 7.5% من نسبة ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية. وأوضح جمعة أن باقي العوامل التي سببت انخفاض الليرة السورية أمام الدولار الأميركي بنسبة 7.5% المتبقية تعود لأسباب اقتصادية بسبب توقف المصرف المركزي والمصارف الأخرى عن تمويل ما يربو عن 40% من مستوردات القطاع الخاص «الذي يشكل 70% من إجمالي المستوردات».
وهذا جعل القطاع الخاص يبحث عن مصادر أخرى لتمويل مستورداته والتي ستكون إما ناجمة عن صادراته من القطع الأجنبي المتولد من صادراته أو من خلال الشراء من شركات الصرافة أو من السوق السوداء وهذا شكل الطلب غير الخاضع لسيطرة البنك المركزي على الدولار والذي يمول بمعظمه عن طريق السوق السوداء. «حيث إن 30% من إجمالي القطع الأجنبي التي يحتاجها القطاع الخاص يقوم بتمويلها المصرف المركزي والمصارف الخاصة وتمول الأدوية والمعدات الطبية والمواد الغذائية والمواد الأولية الخاصة بالصناعة السورية».
وبين أنه نتيجة تخلي البنك المركزي عن تمويل مستوردات القطاع الخاص أي 40% من إجمالي المستوردات فإنه يوفر يومياً 40 مليون دولار أميركي أي إن لديه توفيراً شهرياً مقداره مليار دولار أميركي على الأقل يمكنه من التدخل بكل سهولة في سوق الصرف الأجنبي واستعادة استقرار سعر صرف الليرة السورية بالحد الذي يراه مناسباً وتوازنياً. وأضاف جمعة سبباً آخر يبرر الانخفاض يعود للعامل النفسي الذي هو عبارة عن التجييش والتحريض الكبير من ضعاف النفوس الذين يصطادون في الماء العكر وما يشيعونه أن الليرة السورية لن تقبل في التداول ولن يتم التعامل بها، بهدف دفع الناس للتخلي عنها.
ويرى جمعة أن هذا خطير جداً لأنه يؤدي إلى دمار مدخرات وأموال الطبقة المتوسطة وذلك جراء التجييش أو التحريض غير الطبيعي علماً أنه سبق أن تم الحديث عنه والتنبيه منه في عام 2005 وقد تم في حينه النصح بعدم التبديل حيث إن من اشترى الدولار بـ60 ل.س ثم انخفض إلى 50 خسر 10 ليرات سورية بكل دولار وهذا شكل خسارة هائلة، ونحن لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه ويقع هؤلاء المستثمرون الصغار أو من لديهم مدخرات مالية فريسة لهؤلاء الحيتان.
وبين أن الارتفاع الحالي لسعر الدولار في السوق السوداء فوق 55 ل.س هو مؤقت نتيجة الظروف الحالية التي لن تدوم إلا لمدى قصير مع لفت الانتباه أن السعر الرسمي المعلن من المركزي والذي ينبه إليه تكراراً ومراراً في نشراته هو نحو 50 ل.س وبالتالي يجب أن يعي كل من يشتر قطعاً أجنبياً أو دولاراً... الخ أن لن يستطيع تبديله إلا بالسعر الرسمي مستقبلاً والذي سيقل كثيراً عن السعر الذي اشتراه به.
وبرأي جمعة أن البنك المركزي لديه القدرة والأدوات والآلية للتدخل في سوق الصرف الأجنبي في أي وقت بالسعر الذي يراه مناسباً علماً أن وصول السعر إلى المستوى الحالي لا يشكل مبعث قلق أو خوفاً حيث إن 7.5% المتبقية للانخفاض كما ذكر سابقاً تعود. إلى عوامل نفسية واقتصادية مؤقتة لن تلبث إلا أن تزول. وأشار أن انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ليس خطير دائماً ومن يراهن على تدهور الليرة السورية واهم ولا يعرف مكامن قوة الاقتصاد السوري، وأن التبديل إلى العملات الأجنبية غير آمن ويكتنفه الكثير من المخاطر لوجود تقلبات كثيرة في أسعار صرفها نتيجة للمضاربات عليها.