المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tareq أبو يزن لا تعب حالك وتلاقي اجابة على هالاسئلة. الجواب واضح ومعروف هذه الامة هان أمر الله عليها فهانت عليه واهانها. أصبح كل شي فيها قابل للبيع والشراء. الاوطان-الدين-الشرف - الكرامة وشو بدي عد لعد. من ايام كانت ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ومرت مرور الكرام مع انها مصنفة من ابشع وأعتى واعنف المجازر التي حصلت منذ 100 عام هذا بعتراف الصحافة الغربية.

الغرب تعلم من تجربته بالعراق عندما خسر مئات المليارات من الدولارات حتى احتل هذا البلد وخسر بعضا من جنوده .الان لا وضعه الاقتصادي ولا الشعبي يسمح بهذا في سورية الان وبعدها دول اخرى.
فراى الغرب ان افضل شئ هو تدمير البلدان التي يريدوا تدميرها بيد اصحابها وهذا لا يكلفه شيئا طالما كل عوامل الظلم موجودة بهذا البلد .فالمظلوم لا يحتاج الا لمن يعطيه جرعة سبانغ لكي ينتفض والظالم لا يحتاح الا لتحريك الكرسي من تحته حتى يبدأ بالابادة وهكذا يجلس الغرب يتفرج ويوازن بين الطرفين (اي يضعف الطرف الذي رجحت كفة قوته بنسبة متناسبة والعكس صحيح) وتستمر الابادة الى مالا نهاية .حتى يقرر الغرب موعدا يراه متناسبا مع متطلباته .لايقاف الاقتتال .وسيحدث هذا بيوم وليلة اذا ارادوا ذلك

في ذكرى مرور ثلاثون عاماً علي مجزرة صبرا وشاتيلا (2012.09.17)
(كمال محمد عثمان )




تصادف هذه الأيام الذكري الثلاثون علي مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها العصابات الإجرامية المتحالفة مع بعضها البعض ( الكتائب اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي و إسرائيل ) ضد اللاجئين الفلسطينيين العزل, التي وقعت ما بين 16 -18 أيلول عام 1982 والتي استمرت لمدة 3 أيام بواقع 40 ساعة من الذبح والقتل كما روي شهود العيان, وأسفرت هذه المجزرة عن سقوط ما بين 3500-5000 شهيد (رجال و نساء وأطفال وشيوخ ).

وكانت الغالبية من الفلسطينيين وبينهم لبنانيين. لقد قامت إسرائيل وعملاؤها من الجيش اللبناني الجنوبي الذي يتزعمه الانعزالي سعد حداد وقوات الكتائب التي يتزعمها إيلي حبيقة بفرض حصار محكم علي المخيم, وبعيداً عن الإعلام دخلت تلك القوات العميلة وبدأت بتنفيذ المجزرة ضد أهلنا في المخيمات مستخدمين السلاح الأبيض علي مرأى ومسمع قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون ورفائيل إيتان اللذين أمرا جيشهما بمحاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة, إضافة إلي القصف المدفعي للمخيم وكان المخطط يتمثل في دخول قرابة 350 مسلحاً من الكتائب بحجة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني في المخيمين.

ولم يكن في تلك الأثناء مقاتلين سوى النساء والشيوخ والأطفال الرضع, وأعملت القوات الكتائبية وجيش لبنان الجنوبي اللحدي معاولها في رقاب الأبرياء فقتلوا كل من صادفوه بدم بارد وقلوبٍ لم تعرف الرحمة أو الشفقة وصاحب ذلك عمليات اغتصاب للنساء وكانت معظم الجثث ملقاة في الشوارع ومن ثم قامت جرافات الجيش الإسرائيلي باستكمال مسلسل القتل والإجرام بحق هؤلاء المدنيين, وهدم المنازل علي رؤوس ساكنيها وتسويتها في الأرض, وهذا يدلل علي مشاركة القوات الإسرائيلية بشكل مباشر في تلك المذبحة الأمر الذي يؤكده الكاتب والصحفي الفرنسي "أمنون كابليوك" حيث يقول: " إن الضباط والجنود الإسرائيليين كانوا يتابعون من مركز مراقبة ما يجري في المخيم بواسطة المناظير, وشاهدوا أكواماً من الجثث, كما شاهدوا الرجال الذين تستعد الكتائب لإعدامهم رمياً بالرصاص ".

لم يكن هؤلاء الجبناء يملكون الجرأة علي اقتحام المخيمات إلا بعد انسحاب 14000 مقاتل من قوات الثورة الفلسطينية من بيروت, بعد اتفاق تم توقيعه مع المبعوث الأمريكي آنذاك فيليب حبيب الذي توسط بين طرفي النزاع " الفلسطيني والإسرائيلي " وكان الاتفاق يقتضي أن تحل قوات متعددة الجنسيات محل قوات المنظمة الفلسطينية بعد انسحابها, كما تضمنت الاتفاقية تسليم بيروت الغربية للجيش اللبناني في الوقت الذي تعهد فيه الوسيط "حبيب" بالحفاظ علي سلامة المدنيين الفلسطينيين في مخيماتهم بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية, وفي 1 أيلول 1982 انتهت عملية إخراج قوات الثورة, وفي 10 أيلول 1982 تركت القوات المتعددة الجنسيات بيروت لشارون وحلفائه الحرية لتنفيذ ما خططوا له بطريقة تعبر عن ذروة الاستكبار والاستعلاء والاستقواء للتنكيل بمن لا حول لهم ولا قوة.

وهنا لا بد أن ننوه إلي أن موافقة منظمة التحرير علي الخروج من بيروت كان خطئاً تاريخياً لا يغتفر- وهل يؤتمن الذئب علي الغنم؟ -, لأنها تركت اللاجئين العزل بلا حماية ولا أمن لينقض عليهم هؤلاء الجبناء في ليلة حالكة السواد ويقتلوا النساء والشيوخ ويبقروا بطون الحوامل ويدكوا رؤوس الأطفال بالحجارة ويمارسوا كل أنواع الانتقام ضدهم. وهنا يتساءل البعض لماذا قامت إسرائيل وأعوانها بتنفيذ بهذه المجزرة؟. يبدو أن إسرائيل أرادت الانتقام من الفلسطينيين لصمودهم الأسطوري في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية لمدة 88 يوماً, الأمر الذي تعجز عن القيام به القوات النظامية.

كما أن إسرائيل سعت لبث روح الهزيمة والرعب والخوف في قلوب الفلسطينيين لإجبارهم علي مغادرة لبنان للتخلص من عبء الوجود الفلسطيني في لبنان الذي يؤرق إسرائيل ويقض مضجعها, كما أرادت إسرائيل أن تشعل الفتن بين الفصائل الفلسطينية ليقوم كل فصيل بتحميل الآخر مسؤولية وقوع هذه المجزرة التي لولا انسحاب قوات الثورة الفلسطينية لما حدثت أصلاً, الأمر الذي سيؤلب الفلسطينيين علي قيادتهم لتركهم دون حماية لهذا الوحش المتغول ليفتك بهم ويفعل بهم الأفاعيل. انتهت المذبحة وصاحبها ردود أفعال واسعة في العالم وحتي في إسرائيل نفسها, التي شُوّهت صورتها, وفي محاولة منها لامتصاص غضب المجتمع الدولي والمظاهرات التي اندلعت في تل أبيب قامت بتشكيل لجنة تحقيق في المجزرة برئاسة "إسحاق كاهان " الذي كان رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية, وأعلنت اللجنة نتائجها عام 1983, واعترفت بتحميل أرئيل شارون المسؤولية غير المباشرة عن المجزرة لأنه تجاهل إمكانية وقوعها ولم يعمل علي إيقافها, كما انتقدت اللجنة رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن ووزير خارجيته إسحاق شامير ورئيس الأركان رفائيل إيتان وقادة المخابرات لعدم قيامهم بما يكفي لمنع المجزرة علي حد زعمها.

ولم نشهد أحداً قُدم لمحاكمة سوي التأنيب وتحميل المسؤولية وهذا أمر طبيعي لأنه لا يمكن للمجرم القاتل أن يحاكم نفسه بنفسه وفي نفس الوقت لا يمكن أن يكون الإنسان مجرماً وقاضياً في نفس اللحظة. نختم بالقول إن مجزرة صبرا وشاتيلا لا ولم ولن تكون الأولي ولا الأخيرة في سلسلة إجرام العصابات الصهيونية منذ عام 1948و حتي تاريخه. وتوضح جلياً أن إسرائيل هي النبتة الأساسية للإرهاب المنظم ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة بحيث زرعت الألم والحسرة في قلوب الفلسطينيين والتي لا يمكن لهم نسيانها, لتبقي ماء الفلسطينيين الطاهرة ماثلة أمامهم ولا يخافون الموت بل يتحدون أعتي القوي علي الأرض من أجل استعادة كرامتهم المسلوبة وأرضهم المنهوبة.