عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2012, 12:11 AM
  #1
رندة
مشرفة
 الصورة الرمزية رندة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 8,727
شكراً: 38,651
تم شكره 41,326 مرة في 8,578 مشاركة
Icon33 القشة التي كسرت ظهر البعير

القشة التي كسرت ظهر البعير

أولاَ



ان مجرد ذكر حملات دعم الليرة والتبرع بالدم وحملات شد الحزام والوقوف مع الوطن ضد المؤمرات الدولية والعربية والطلب من المواطن القيام بكل هذه الادوار
هو علامة بارزة على تقاعس من الجانب الرسمي والوزاري بشكل مكثف


و تحميل المواطن اكثر مما يحتمل

لماذا ؟

اذا قارنا امكانيات المواطن المتواضعة اقتصادياً وسياسياً في زمن الرخاء

والعقبات التي لا حصر لها وتقف في طريقه باتجاه اي تطوير او تمكين لقدراته الاقتصادية او السياسية ومعظمها عقبات رسمية

الجانب الاقتصادي

فاي مشروع صغير او متوسط استثماري سياحي او زراعي او صناعي يصادف اجراءات بيروقراطية هائلة مع انعدام مصادر التمويل المصرفي او الشخصي مما يجعله محكوما عليه بالفشل من لحظة ولادته

فالمواطن البسيط لايملك المال الكافي الا اذا جمع مدخرات عائلية متواضعة والمصارف لاتقرض الا الأثرياء او رجال الأعمال وذلك لانهم يملكون
العلاقات العامة التي تحقق لهم الاقتراض من المصارف العامة والخاصة

وفق ضمانات شكلية (تشهد بذلك الصحف الرسمية)


اما اذا اراد المواطن ان يستدين من مصرف هو

بحاجة الى ضمانات معقدة من أجل قرض زهيد لا يكفي لاحياء مشروع قائم بمبادرة فردية يعم خيره على الغير اكثر مما تعم كل المشاريع المربحة الهائلة التي يقوم بها حيتان يستمدون قوتهم من تعهدات ومشاريع تستنزف القطاع العام وبالتالي تستنزف موارد الوطن ككل

اذا في زمن الرخاء عائد المواطن متواضع بينما يغنم الحيتان ريع المشاريع المربحة

اما الجانب الرسمي من وزارات وادارات لانحتاج عناء كبيرا لنرى الموارد الضخمة التي تهدر وتصرف في غير مكانها الذي هو في الاصل تنمية موارد الوطن من زراعة و صناعة وتعليم والاسكان وتحسين حياة المواطن الذي يحتاج الى الدعم لكن الدعم يهدر في مكان آخر

دليلنا هجرة ابناء الريف المتفاقمة في السنوات الاخيرة بسبب سوء وضع الريف المزمن منذ سنوات وتفاقمه الآن اكثر

دليلنا مئات الجمعيات والمشاريع السكنية العامة والخاصة التي مازالت قيد الانشاء بعضها منذ اكثر من ربع قرن بينما تضاعفت المناطق العشوائية

مساكنا وسكاناً وتكتنف ربما اكثر من 40 % من سكان مدننا الهامة

دليلنا منظر عشرات أهالي الاطفال المرضى القادمين من المحافظات السورية

ينتظرون وقوفا أمام مشفى الاطفال في حر الصيف وبرد الشتاء بينما أطفالهم لم يجدوا علاجاً في مدنهم او قراهم فآتوا ليقفوا في طابور العلاج في العاصمة فافترشوا الرصيف المزري

دليلنا مستوى المشافي العامة المتواضع الذي يتسم بقائمة انتظار طويلة للخدمات الطبية لايخترقها الا اصحاب الحظوة ورأينا على النلفزيون خلال جولات وزير الصحة الكثير من الاهمال والشكاوي

طبعاً ذكرت ملاحظات بسيطة دون الخوض في قضايا ومشاكل محددة

فقط للتذكير

حيث أن في زمن الرخاء لم يتم تنمية وتحسين وضع المواطن بل ما حدث هو العكس فلماذا في زمن الأزمة و الشدة تريدون من هذا المواطن البسيط ان يحمل كل الحمل ويقوم بمهام فشل الجانب الرسمي في القيام بها و ترًفع الحيتان عنها واصطادوا فرصاً جديدة وزادوا الطين بلة

مثال معالجة انخفاض الليرة السورية واداء الجانب الرسمي المتأخر والسلبي كائنا من كان هذا الجانب من مجلس نقد او حاكم المصرف او اي صاحب قرار

و

مشكلة الوقود والكهرباء والغاز

وطبعا واضح سوء الاداء الرسمي في حل كل هذه المشاكل

مما ساهم في زيادة سوء وضع المواطن في أي موقع كان

اذا لسان حال المواطن يقول بفرحكم منسية وبحزنكم مدعية

الجانب السياسي

باختصار

ان اقامة جمعية اهلية (بيئية –علمية- اجتماعية-اقتصادية) او خيرية يحتاج الى سلسلة موافقات معقدة منها الأمني


فاذا لم يتسنى للمواطن تأسيس جمعية أهلية بسيطة تخدم مجتمعه البسيط

فهل يستطيع القيام بحملة دعم اقتصادي او طبي أو التصدي لمؤامرة دولية او عربية تقنيا او مادياً ومعظم المواطنين لايستطيعون الدخول الى الشبكة العنكبوتية بسبب انقطاع الكهرباء والنت وبالاضافة الى معاناته من نقص المازوت والغاز والحال مضاعف عند الطبقة الاكثر حرماناً




ختاماً

لماذا لايقوم الجانب الرسمي كل بدوره ووظيفته ؟؟؟



بدل القاء اللوم على المواطنين الذين يطالبون بأدنى الحقوق


وكما قال توفيق الحكيم

كل شيء في الوجود عندما يؤدي وظيفته جيداً، فإنما يحقق الغاية من وجوده.






__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:"‏قال ربك جل وعز‏:‏

وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل‏"‏‏


أولاً يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يقاتلونك , ثم تفوز أنت .
المهاتما غاندي

وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات اعدائنا بل أيضاً صمت اصدقائنا .
مارتن لوثر كنج




رندة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
15 أعضاء قالوا شكراً لـ رندة على المشاركة المفيدة:
abashi (29-01-2012), Abo Karim (29-01-2012), Ahmadhsn (29-01-2012), arnouri (29-01-2012), لقماان (29-01-2012), best time (29-01-2012), BROKER (29-01-2012), العربي (29-01-2012), Dnouri (30-01-2012), NetPro (29-01-2012), Salam L (29-01-2012), SyrianWolf (29-01-2012), غالب (29-01-2012), غسان (29-01-2012), فراس السكري (29-01-2012)