مجرد إنسان

بفعل إنتاج السجّيل وعبر مدينة كوربوس كريستي
إعادة رسم خريطة تجارة النفط العالمية نقلا عن الفاينانشالتايمز البريطانية


صناعة السجيل أو النفط البديل في الولايات المتحدة.
جريجوري ميير من نيويورك ـ خافير بلاس من لندن

بالفعل، للمرة الأولى منذ الأربعينيات، يتعامل الميناء مع شحنات من النفط الخام تصدر في حين تدفق ملايين البراميل من منطقة إيجل فورد القريبة حيث السجِّيل. يقول فرانك بروجان: "هذا شيء لا يصدق، فلقد كان النفط الخام المستورد بضاعتنا التي تمثل دعامة أساسية خلال عقود عدة".

وتعتبر كوربوس كريستي مركز التحول التاريخي الجاري في تجارة النفط الخام العالمية.

وفي حين ينهض الإنتاج في أمريكا الشمالية، تتغير أنماط الواردات والصادرات. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة انخفاضا في تجارة النفط الخام بين القارات حتى عام 2017، ما سيغير حالة النمو المنتظم التي استمرت لسنوات.

وتقول ماريا فان دير هوفن، المدير التنفيذي في وكالة الطاقة الدولية المراقبة على تجارة النفط في الدول الغربية: "سوف يُعاد رسم خريطة النفط العالمية خلال الخمسة أعوام القادمة".

وبحلول عام 2017، سيتم تداول 32٫9 مليون برميل نفط خام في اليوم بين مناطق مختلفة في العالم، وهو عدد يقل بـ 1٫6 مليون برميل⁄اليوم عن العام الماضي، وفقا لما تقدره الوكالة. ومن المرجح أن يكون لهذا الانخفاض تداعيات على التوازنات القومية في المدفوعات ومجال الطاقة.

وستغير خريطة التجارة الجديدة أيضا علاقات السعر الخاص بتدفقات النفط الخام، مما سيجبر الشركات العالمية التي تتاجر في مجال الطاقة، بما فيها الشركات فيتول، وجلينكور، وترافيجورا، وجنفور، وميركوريا التي توجد مقارها في سويسرا، والأذرع التجارية لـ "بي. بي" (بريتيش بتروليم)، ورويال دتش شيل، وتوتال، على إعادة التفكير في كيفية قيامهم بالأعمال. ومن الممكن أيضا أن يصيب هذا الطلب على السفن من شركات الناقلات العملاقة، بما فيها شركة فرونتلاين التي يوجد مقرها في برمودا، وشركة او. اس. جي التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة.

ستحدد التغيرات في الخريطة العالمية مركزها في أمريكا الشمالية، حيث ستخفض شركات تكرير النفط الواردات بكمية ضخمة تقدر بـ 2٫6 مليون برميل⁄ يوم، وهو ما يساوي الإنتاج الحالي في الكويت، في الوقت الذي يزيد فيه الإنتاج في كندا والولايات الأمريكية من تكساس وداكوتا الشمالية.

وسيكون هذا التحول في الواردات غير متساو عبر تدفقات مختلفة من النفط الخام، مع احتمالية أن ترفض شركات تكرير عروض خارجية لنفط خام "خفيف، ونقي" وذي جودة عالية. وقد خفضت الولايات المتحدة هذا العام الواردات القادمة من نيجيريا، أحد الموردين لهذا النوع من النفط، بمقدار النصف.

ويقول توماس ويميل، رئيس قسم النفط الخام في توتسا، الذراع التجاري لفرع توتال بفرنسا: "نحن نرى واردات خفيفة نقية تحتفظ بمعدل تراجعها المنتظم الذي يقدر بـ 400 ألف برميل في اليوم في السنة. ولذا بحلول عام 2014 سيكونون إلى حد بعيد في مستويات منخفضة للغاية".

وتجد شركات التكرير على ساحل الولايات المتحدة الأطلنطي طرقا جديدة لاستبدال البراميل الآتية من الخارج بإنتاج محلي مرتفع. وقد خفض الازدهار في إنتاج الولايات المتحدة المحلي من تكلفة خام غرب تكساس الوسيط، المقياس المحلي، في مواجهة تدفقات أخرى. وهذا الأسبوع، اتسع الخصم الذي تقدمه شركتا ويست تكساس إنترميديت (دبليو. تي. أي) وبرنت إلى أكثر من 24 جنيها استرلينيا للبرميل، وهي أعلى درجة خلال عام تقترب من المستوى العالي في السجلات الذي يقدر بـ 28 جنيها استرلينيا والذي تم تحديده العام الماضي.

في ألباني، عاصمة ولاية نيويورك، تفرغ شركة الخدمات اللوجيستية والاتجار في مجال الطاقة، جلوبال بارتنرز، أحمال القطار من النفط الخام المحلي في بارجات، تبحر بها في نهر هدسون لبيعها لشركات التكرير. ويقول إيريك سليفكا، المدير التنفيذي: "هذا بديل أفضل لـ "النفط" الإفريقي الغربي. وسينتهي بك الأمر بإرجاع تلك الأنواع الخام إلى الخلف".

ومن المتوقع أن يكون التغير الكبير الآخر في خريطة النفط العالمية عبارة عن تخفيض لصادرات الشرق الأوسط من النفط الخام خلال الخمسة أعوام القادمة. وتعتقد الوكالة الدولية للطاقة أن المنطقة ستصدر بحلول عام 2017 نحو 1٫9 مليون برميل يوميا، أقل من العام الماضي.


قوتان تفسران الانخفاض الوشيك


أولا، ستقوم المنطقة بعمليات تكرير لكمية أكبر من النفط الخام محليا. وفي السعودية، تدير شركة أرامكو شركتي تكرير تعمل بمعدل 400 ألف برميل⁄ اليوم من خلال شراكة مع توتال الشركة الصينية سينوبك. وستقوم شركتا التكرير بمعالجة كل النفط الخام تقريبا الذي تنتجه حقول البترول السعودية الأحدث، والمعروفة باسم مانيفا.

ثانيا، سيكون الإنتاج أكثر انخفاضا في سوريا، واليمن، وعمان.

وقبل كل شيء، ستنخفض واردات النفط الخام من قبل الدول الصناعية بمعدل 4٫3 مليون برميل⁄ اليوم خلال الخمسة أعوام المقبلة. وفي هذه الأثناء، ستشتري الدول النامية 2٫7 مليون برميل⁄ اليوم من الخارج في عام 2017 أكثر من العام الماضي. ولكن الانكماش في تجارة النفط الخام قد يأتي متوازيا مع التوسع في تجارة الوقود، حيث يقوم المنتجون في الولايات المتحدة والشرق الأوسط بعمليات تكرير النفط الخام في أماكن أقرب من الوطن، ثم يقومون بشحن المنتجات بحرا إلى الخارج.

وسيحتاج التجار الذي تأتي طرقهم من العمود الفقري لتجارة النفط العالمية إلى التكيف أيضا.

أعادت شركة بريتيش بتروليم، على سبيل المثال، تنظيم بنية ذراعها التجارية منذ عامين في استجابة للتغيرات التي حدثت في خريطة النفط العالمية. وفي وقت هذا الإعلان، قال بول رييد، الرئيس التنفيذي لقسم العرض والتجارة الموحد في شركة بريتيش بتروليم، لطاقم الموظفين في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن قاعدة أصول شركة بريتيش بتروليم كانت في الغالب في الأسواق المتقدمة، وكان لديها "تعرض قليل نسبيا لبعض" من مناطق الاستهلاك الجديدة الناشئة.

وتتكيف شركة ترافيجورا أيضا عن طريق قيامها بمزيد من الاستثمارات في آسيا التي تنمو على نحو سريع. وأعلن بيت التجارة هذا العام أنه قد استثمر 130 مليون جنيه استرليني لشراء حصة تقدر بـ 24 في المائة في شركة التكرير، ناغارجونا ويل كورب ليميتد، المخطط لها في الهند الجنوبية. وقد أعلنت أيضا قيامها باستثمارات تقدر من أجل خزانات التخزين في موقع شركة التكرير.

تتوسع شركات أخرى في الولايات المتحدة للتربح من الحاجة لنقل كمية أكبر من النفط الخام المحلي. واشترت شركة فيتول حصة 20 في المائة من شركة بلوايت انيردجي بارتنرز، التي تتخصص في خطوط أنابيب النفط الخام في الولايات المتحدة. تقدمت الذراع التجارية لشركة شيل أخيرا بطلب للحكومة الأمريكية من أجل الحصول على ترخيص لتصدير النفط الخام المحلي الأمريكي لكندا.

تقول أندي ليبو، الهيئة الاستشارية التي يوجد مقرها في هوستن والمشاركة سابقا في الأعمال التجارية الخاصة بشركة فيتول: "طالما يتحرك النفط عبر مناطق مختلفة في العالم ستظل هناك مكانة للشركات المتاجرة. فالأمر يقتصر على حدوث تغير في اتجاه التدفق".

__________________
{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}