عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: دمشق
المشاركات: 2,462
شكراً: 7,450
تم شكره 8,841 مرة في 2,338 مشاركة

تكالب الشباب في الصين على وظائف «وعاء الأرز الذهبي»
تكالب الشباب في الصين على وظائف «وعاء الأرز الذهبي»
سيمون رابينوفيتش من بكين
رقم قياسي من الشباب الصيني يريدون أن يصبحوا بيروقراطيين ليحصلوا على المنافع التي تقدمها ''وعاء الأرز الذهبي'' والتي تقدم وظيفة عمل حكومية.
إن عدد مَن أتم اختبار الخدمة العامة في الدولة، كان في انخفاض دائم في السنوات الثلاث الماضية، ولكن هذا العدد أصبح في أعلى معدل له هذا العام، فالاقتصاد المتباطئ جعل من استقرار وامتيازات العمل الحكومي عاملا للجذب.
من المتوقع أن يسجل 1.5 مليون شخص أنفسهم في اختبار الخدمة العامة بعد الدفع بعدد كبير من طلبات التقديم أمس، وهو آخر يوم للتسجيل.
الممتحنون يختارون الوظيفة التي يريدونها، حيث تكون المنافسة شديدة على بعض المناصب، فعلى سبيل المثال، كان هناك أكثر من 6500 طلب لمنصب في فرع مكتب الإحصاء في مدينة شونجينج في الجنوب الغربي، وذلك وفقا لجريدة ''الشعب'' اليومية في الثمانينيات والتسعينيات، وبينما كانت إصلاحات السوق الصينية تتسارع، كان الاتجاه للبيوقراطيين وموظفي الشركات الحكومية ليتركوا الشرنقة الحكومية إلى ثروات القطاع الخاص، وأصبح هذا التحول الوظيفي معروفا باسم ''الإغراق في البحر'' ولكن على مدى العقد الماضي أحكمت الحكومة من قبضتها على الاقتصاد مستدرجة الشعب إلى العودة لتأدية الخدمة العامة، فالوظائف البيروقراطية ينظر إليها على أنها هينة بضغوط عمل أقل وكثير من الامتيازات بداية من الإسكان المدعوم إلى الوجبات المجانية، ومن هنا جاء مصطلح وعاء الأرز الذهبي.
ومع استشراء الفساد يعتقد الكثيرون أن الحكومة توفر فرصا لتحقيق الثراء، فهذا العام كان قد شهد سقوط السياسي الفاسد بو أكسلاي والذي أظهر الثروة غير العادية المتاحة للمسؤولين رفيعي المستوى.
وسائل الإعلام الحكومية قد أعربت عن أسفها عن الطفرة في طلب الوظائف الأسبوع الماضي، حيث وصفت صحيفة ''جلوبال تايمز'' الخدمة العامة بأنها إغراء لا يقاوم وكتبت في الافتتاحية'': ''إنه من غير الطبيعي أن يتنافس كل هؤلاء فيما بينهم على مناصب الخدمة العامة'' و'' لكي تتقدم على الصين أن توفر فرصا أكثر جذبا لشعبها''. رغم الاقتصاد المتباطئ إلا أن سوق العمل الصيني ظل محكما، فقد صرحت وزارة الضمان الاجتماعي هذا الأسبوع بأن هناك 105 وظائف لكل 100 باحث عن عمل، وذلك في الربع الثالث متساويا بذلك مع الربع الثاني.
ولكن مع نمو الصين السنوي البالغ أقل من 8 في المائة والذي يعد الإبطاء منذ أكثر من عقد. فقد تدنت أرباح الشركات مؤدية إلى تسريح العمالة وسيادة التشاؤم في القطاع الخاص وعلى العكس، فإن الخدمة العامة تبدو أكثر ثباتا. أصبحت أجور البيروقراطيين 3000 رنميمبي – 480 دولارا – شهريا أي أقل مما يكسبه نظراؤهم في الصناعة وهذا دون حساب العلاوات والكسب غير المشروع. ومن المتوقع أن يكون هناك نحو 90 مرشحا لكل منصب حكومي متاح، فقد تم رفع معايير القبول بالوظائف الأكثر شعبيية وحتى دخول الاختبار أصبح يجب على المرشحين اجتياز تحريات صارمة. أحد المدونين على ويبو – خدمة مثل تويتر – يروي محنته حيث كان اختياره الأول وظيفة تنظيم الأوراق المالية ولكنه رفض لأنه لم يظهر مهارات في الكتابة كافية، فكان اختياره الثاني البنك المركزي ولكنه رفض لأنه لم يدرس في الخارج مطلقا، فكان اختياره الثالث تنظيم التأمينات، لكنه رفض لأن الوظيفة لا تناسب مؤهله، فكان اختياره الرابع التنظيم المصرفي ولكنه رفض لأن لغته الإنجليزية ليست كافية، فاختار أخيرا مكتب الضرائب في القسم الشرقي لبكين كاختيار خامس وتم قبوله لدخول الاختبار.
اختبارات الخدمة العامة وجدت في الصين بأشكال مختلفة منذ أكثر من ألف عام، مقدمة نظاما قياسيا للتوظيف، ومع ذلك فإن العديد من المتقدمين للوظائف يرون أن الاختبارات أقل حيادية مما تبدو عليه.
انسة لو التي رفضت أن تقول لنا اسمها الأول تدرس للدكتوراة جاءت لتتقدم لوظيفة مترجمة مرة أخرى، وتقول: ''فقط أردت المحاولة ولا أعتقد أن بإمكاني فعل شيء، فهناك عوامل لا يمكن التحكم فيها، مثل شبكة المعارف الشخصية تساعد على القيام بما تريد''.
__________________
{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}