أكد خبراء اقتصاديون أن التوقعات والتخمينات السوداوية حول مستقبل العملات العالمية تتصاعد حيث ينذر البعض منهم بهزات جديدة في اليورو تارة والدولار تارة أخرى وكليهما تارة ثالثة مفسرين ذلك بأن إجراءات الاستقرار المالي كتلك التي يتخذها الاتحاد الأوروبي لا تحل المشكلة الرئيسية المتمثلة في طبيعة المضاربة الملازمة للبورصات والأسواق المالية العالمية.
وقالت قناة روسيا اليوم في تقرير لها إن الخبراء الدوليين يحذرون من خطر الإفلاس والانهيار المالي في اليونان الذي خلق مشكلة حقيقية لدول عديدة أخرى.
وأوضح التقرير أن الأزمة اليونانية يمكن أن تثير إعصارا ماليا في أوروبا كلها حيث أشار صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير عن آفاق الاقتصاد العالمي إلى أن مشكلة اليونان تشكل خطرا على عملية خروج الاقتصاد العالمي من أزمته حيث تتخذ في كل أرجاء أوروبا تدابير وإجراءات عاجلة وغير مسبوقة لإنقاذ اليونان من الانهيار المالي ولتأمين استقرار الأنظمة المالية الوطنية في الدول الأوروبية.
وتسعى قيادة الاتحاد الأوروبي إلى تأسيس صندوق لمكافحة الأزمة مؤلف من 750 مليار يورو أي نحو تريليون دولار ويمكن أن يغدو هذا الصندوق الضخم اكبر ميكانيزم مالي في التاريخ العالمي .. فيما توزع الأموال منه على الدول الأوروبية بشكل قروض لتمويل برامج عمل محددة تهدف إلى استقرار ميزانية الدولة إلا أن الكثير من المحللين يعتبرون حتى هذا المشروع المالي الهائل غير قادر على تأمين السلامة لأداء الاقتصاد الأوروبي ولا يزيل خطر انهيار اليورو كإحدى العملات الاحتياطية العالمية.
ويتطلع العديد من المستثمرين في هذه الأجواء مرة أخرى إلى الدولار الأمريكي الذي تبدو مواقعه اليوم أكثر رسوخا ولكن لا ينبغي أن ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المدين العالمي الأول وإذا كانت ديون الاتحاد الأوروبي داخلية فإن ديون الولايات المتحدة تحديدا خارجية.
وبين التقرير أن إشاعات كثيرة تقول إن أزمة اليورو من فعل أسياد المال الأمريكيين ومهما يكن من أمر فان المؤسسة الاحتياطية الفيدرالية أو البنك المركزي الأمريكي أخذ من جديد يضخ دفعات غير محدودة من السيولة بالدولار إلى أوروبا فيما يشكو الأوروبيون من هجمات المضاربة التي يتعرض لها اليورو.