عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2012, 01:39 PM
  #378
GDahrouj
عضو مشارك
 الصورة الرمزية GDahrouj
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: Wounded Syria
المشاركات: 189
شكراً: 76
تم شكره 105 مرة في 45 مشاركة
افتراضي رد: يوميات لقمان في حمص

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان مشاهدة المشاركة

انفجار الحمراءالأحد2 كانون الأول 2012..
شاب يخدم العسكرية في مكان آمن في دمشق حصل على اجازة ستة أيام جاء مسرعا الى حمص و احتضن والدته و أفكار تأخذه و أفكار تجيبه............
استأذن والدته ليقوم باحضار الخضار لها ...
لم يشأ أن يشتري الخضار من حارته فأحب أن يقوم بجولة في مدينته حمص ...فذهب الى الحمراء البعيدة عن بيته ....وقف على زاوية الشارع عند الباب الشرقي لجامع عمر بن الخطاب و هو يحاور نفسه ...ما الذي عليه فعله ...
هل يبقى في الجيش فيقتل أو يقتل هل يهرب فيلاحق هل ينضم الى المعارضة المسلحة ....
أسئلة كانت تدور في رأسه و تجعله يذهل عن هذه الدنيا ......
شخصت عيناه على صالون الحلاقة المقابل له
فرأى الصالون فيه خمسة أشخاص و الحلاق يقوم بحلاقة شعر أحد الزبائن ...
هذا الحلاق يعمل صانعا في هذا الصالون بعد أن كان صاحب صالون و أملاك ....
كان الحلاق يقص شعر الزبون بعصبية و كأنه يحاول اقتلاع شيئ ...
كان يتمنى في الواقع أن يستطيع اجتثاثه.....
و بحركة غير مدروسة أصابت الزبون بالألم ...
الذي رفع رأسه و قطعت سلسلة أفكاره التي كانت تحاول أن تجد حلا لمأساته و معناته ...
فهو بلا بيت و بلا عمل و لا انتاج عنده ..
الا نمو هذا الشعر الغزير............
جالت عين الزبون على الجالسين فرأى الهم و التعاسة بادية على وجوههم.........
أشاح بنظره الى الخارج فاذا بسبعة نسوة في الخارج كل منها يكاد الهم يقتلها .........
فهذه تفكر في أهلها الذين لا تعرف عنهم شيئا و هذه المرأة تفكر في عيالة أطفالها بعد استشهاد زوجها .............
و هذه الصبية تتمنى أن يكمل الله فرحتها بخطيبها بأن تزف له قريبا .......
و هذه المرأة تفكر ...هل يكفي المبلغ الذي بحوزتها لشراء الخضار و الحاجيات الضرورية دون أن تضطر لسؤال العالم ......
كان بجانب السيدة شاب حسن الطلة و المحيا
شاب صغير في العمر وحيد لأهله يفكر في المستقبل الضبابي الذي ستخبئه له الأيام....
فجأة ....................
صوت زمور سيارة سوزوكي مستعجل
يجعل الناس تستيقظ من سرحان أفكارها ....
ما تلبث أن يبتعد الصوت .............
تعود الناس الى شرودها .............
تعود السوزوكي بعد أن لفت لفة كاملة و تزمر من جديد ......
لكن لا يلتفت لها أحد ............
يصف السوزوكي مقابل الباب الشرقي لجامع عمر بن الخطاب و ينزل السائق مستعجلا
بدون أن يعار أي انتباه من أحد ....
فأصبح منظر السوزوكي في حي الحمراء الراقي أقل من عادي ............
بعد لحظات ................
حسمت أمور الناس ..........
فلم يعد العسكري محتارا ....و زال الهم و الغم عن النسوة.......و لم يعد الشاب الوحيد وحيدا و لم يعد يخاف على مستقبله ...فقد حسم مستقبله..........
و زفت العروس كما كانت تتمنى و أكثر ....
زفت بأهازيج تقول ...لا اله الا الله ...لا اله الا الله ...لا اله الا الله ................
............................................
انفجار رهيب راح ضحيته حوالي 18 شخص هم الحلاق و زبائنه و النسوة و العسكري الذي جاء اجازة الى حمص و الشاب الوحيد لأهله .....النسوة السبعة حملت أشلاء متناثرة
و تناثرت أشلاء الحلاق و زبائنه و عدة من الرجال و الشباب ...............
رائجة الموت تملأ المكان ........
الأشلاء و الدماء الحارة تسيل على الأرض الباردة ......
دماء تسيل بدون أجساد ...............
لا أعرف ما الهدف من وراء التفجير ....
لكن الذي أعرفه ...أن وراء المكان بالضبط يقع البنك التجاري الذي يفتح هذه الأيام و يأتي موظفوه بأمان من كل حدب و صوب ...و أعرف أيضا أن هناك يوجد مقر سيرياتل و أعرف أيضا وجود حاجز هناك .....
لماذا قام هذا الارهابي باختيار هذا المكان الضيق و لم يختر ذلك المكان الذي كان باستطاعته الحاق قدر أكبر من الدمار بمؤسسات الدولة...................
على ما يبدو أن هذا الارهابي ...جبان....
أحب أن يستسهل مهمته ....فزرع سيارته و الموت المرافق لها في هذا المكان .........
سألت أحد سكان شارع الحمراء الأصليين عن أسماء الضحايا من جيرانه .....
فقال لي : قليل جدا هم من أهل الحمراء والحمد لله رب العالمين فغالبية الشهداء هم من النازحين !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لا حول ولاقوة الا بالله
لوين وصلنا ولوين ح نصل لسا

يا رب من عندك فرج قريب
لم نعد نطيق ما نزل بنا
GDahrouj غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ GDahrouj على المشاركة المفيدة:
لقماان (06-12-2012), economic opinion (05-12-2012), غسان (05-12-2012)