عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2012, 02:31 PM
  #381
لقماان
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية لقماان
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: سوريا /حمص
المشاركات: 5,510
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
افتراضي رد: يوميات لقمان في حمص

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان مشاهدة المشاركة
انفجار الحمراءالأحد2 كانون الأول 2012..
شاب يخدم العسكرية في مكان آمن في دمشق حصل على اجازة ستة أيام جاء مسرعا الى حمص و احتضن والدته و أفكار تأخذه و أفكار تجيبه............
استأذن والدته ليقوم باحضار الخضار لها ...
لم يشأ أن يشتري الخضار من حارته فأحب أن يقوم بجولة في مدينته حمص ...فذهب الى الحمراء البعيدة عن بيته ....وقف على زاوية الشارع عند الباب الشرقي لجامع عمر بن الخطاب و هو يحاور نفسه ...ما الذي عليه فعله ...
هل يبقى في الجيش فيقتل أو يقتل هل يهرب فيلاحق هل ينضم الى المعارضة المسلحة ....
أسئلة كانت تدور في رأسه و تجعله يذهل عن هذه الدنيا ......
شخصت عيناه على صالون الحلاقة المقابل له
فرأى الصالون فيه خمسة أشخاص و الحلاق يقوم بحلاقة شعر أحد الزبائن ...
هذا الحلاق يعمل صانعا في هذا الصالون بعد أن كان صاحب صالون و أملاك ....
كان الحلاق يقص شعر الزبون بعصبية و كأنه يحاول اقتلاع شيئ ...
كان يتمنى في الواقع أن يستطيع اجتثاثه.....
و بحركة غير مدروسة أصابت الزبون بالألم ...
الذي رفع رأسه و قطعت سلسلة أفكاره التي كانت تحاول أن تجد حلا لمأساته و معناته ...
فهو بلا بيت و بلا عمل و لا انتاج عنده ..
الا نمو هذا الشعر الغزير............
جالت عين الزبون على الجالسين فرأى الهم و التعاسة بادية على وجوههم.........
أشاح بنظره الى الخارج فاذا بسبعة نسوة في الخارج كل منها يكاد الهم يقتلها .........
فهذه تفكر في أهلها الذين لا تعرف عنهم شيئا و هذه المرأة تفكر في عيالة أطفالها بعد استشهاد زوجها .............
و هذه الصبية تتمنى أن يكمل الله فرحتها بخطيبها بأن تزف له قريبا .......
و هذه المرأة تفكر ...هل يكفي المبلغ الذي بحوزتها لشراء الخضار و الحاجيات الضرورية دون أن تضطر لسؤال العالم ......
كان بجانب السيدة شاب حسن الطلة و المحيا
شاب صغير في العمر وحيد لأهله يفكر في المستقبل الضبابي الذي ستخبئه له الأيام....
فجأة ....................
صوت زمور سيارة سوزوكي مستعجل
يجعل الناس تستيقظ من سرحان أفكارها ....
ما تلبث أن يبتعد الصوت .............
تعود الناس الى شرودها .............
تعود السوزوكي بعد أن لفت لفة كاملة و تزمر من جديد ......
لكن لا يلتفت لها أحد ............
يصف السوزوكي مقابل الباب الشرقي لجامع عمر بن الخطاب و ينزل السائق مستعجلا
بدون أن يعار أي انتباه من أحد ....
فأصبح منظر السوزوكي في حي الحمراء الراقي أقل من عادي ............
بعد لحظات ................
حسمت أمور الناس ..........
فلم يعد العسكري محتارا ....و زال الهم و الغم عن النسوة.......و لم يعد الشاب الوحيد وحيدا و لم يعد يخاف على مستقبله ...فقد حسم مستقبله..........
و زفت العروس كما كانت تتمنى و أكثر ....
زفت بأهازيج تقول ...لا اله الا الله ...لا اله الا الله ...لا اله الا الله ................
............................................
انفجار رهيب راح ضحيته حوالي 18 شخص هم الحلاق و زبائنه و النسوة و العسكري الذي جاء اجازة الى حمص و الشاب الوحيد لأهله .....النسوة السبعة حملت أشلاء متناثرة
و تناثرت أشلاء الحلاق و زبائنه و عدة من الرجال و الشباب ...............
رائجة الموت تملأ المكان ........
الأشلاء و الدماء الحارة تسيل على الأرض الباردة ......
دماء تسيل بدون أجساد ...............
لا أعرف ما الهدف من وراء التفجير ....
لكن الذي أعرفه ...أن وراء المكان بالضبط يقع البنك التجاري الذي يفتح هذه الأيام و يأتي موظفوه بأمان من كل حدب و صوب ...و أعرف أيضا أن هناك يوجد مقر سيرياتل و أعرف أيضا وجود حاجز هناك .....
لماذا قام هذا الارهابي باختيار هذا المكان الضيق و لم يختر ذلك المكان الذي كان باستطاعته الحاق قدر أكبر من الدمار بمؤسسات الدولة...................
على ما يبدو أن هذا الارهابي ...جبان....
أحب أن يستسهل مهمته ....فزرع سيارته و الموت المرافق لها في هذا المكان .........
سألت أحد سكان شارع الحمراء الأصليين عن أسماء الضحايا من جيرانه .....
فقال لي : قليل جدا هم من أهل الحمراء والحمد لله رب العالمين فغالبية الشهداء هم من النازحين !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تشييع ضحايا الانفجار
الاثنين 3 كانون الأول 2012
نظرنا سرافيس المعمل كالعادة مشان نروح على الشغل كانت الحركة أليلة بالشارع ............
اجا السرفيس و قسم كبير من الموظفين ما اجا يومتا
عنا بحمص متعودين بنغيب بعد ما تصير المصيبة......
طلعنا بالسرفيس....ايه الله يرحم أيامك يا هالسيارة ...لكل زمان دولة و رجال ............
وصلنا على شارع الملعب كانت الحواجز بهديك المنطقة أكتر من العادة ...
مع انو فبل ما يصير التفجير كانت الأهالي عمتشتكي للمسؤولين مشان يخففوا الحواجز بهي المنطقة على أساس انو ما في شي ....و بالتالي مافي داعي لوجودها ..
و تجاوبوا المسؤولين و خففوا الحواجز ....
اي العالم أخدت راحتا و كترت ....!!!!...
شو آل رجعت تطلع مظاهرات ...و من وين من جامع عمر بن الخطاب بالملعب ....
اي طلعوا مظاهرات ...انتوا أحرار ....
و راح نشيليلكون الحواجز ...انتوا أحرار ...
و راح يجي الارهابي يفجر بحرية و تحملوا النتيجة
و انتواأحرار.................
المهم شفير السرفيس بيعجبني كتير لأنو فضولي ....
لف هيك و مرئنا من محل الانفجار ....
اي صحيح في أضرار كبيرة و سيارات كتير محروقة ......
اي بس للأمانة أنا شفت بحمص و بحلب دمار أكبر و أفظع من هالدمار بكتير .....
بس الموضوع نسبي ...هون الحمراء....
طلعنا على المعمل………………..
صارت الجوامع تنادي على اسماء الشهداء و صار التشيع الأكبر للشهداء من جامع الرئيس بالوعر
هللأ بالجامع التمت عالم منيح و حكتلا شي كام كلمة برات الطري.....هاناس خلاص يعني ما عاد تعرف تسكت......
حكولون شي كام كلمة ...........
بس وئت بدون يطالعوا الجنازات ....
ما بيصير تطلع هالناس معها ...
في قانون سيادي بحمص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انو كل جنازة بيطلع معها
شخصين فقط كائنا ما كان سبب الوفاة ..............
ايه ..........الله يساعد يلي بدوا يموت هللأ من هدول يلي كانت بتمشي ورا أي جنازة من عيلتون شي مية سيارة ...كانوا بينحسدوا على هالموتة وئتا ................
بس هللأ كل الناس سواسية كأسنان المشط بحارات مو المعارضة ....للأمانة .......خلينا نسميها بالحارات يلي مانها بالمية مية موالاة .....
المهم طلعت كل جنازة لحالها بسيارة مع فارق زمني و برفقة شخصين....
على الطريق أحد الحواجز (هيت تخيلتوا (
انو الا بدو يفتش التابوت ....
بيردوا عليه أصحاب الفقيد شو بدك تشوف اي كلوا نتف و شقف ....... بيرد عليون ..معليش بدي شوفون للشقف.....
أهل الفقيد :يا رفيق بعدين ما في للميت حرمة .....
بيعصب عليون الحاجز مدام مافي للميت حرمة متل حكايتي أنا ماني متجوز عشوا خايفين .......
خلينا نكشف عليه أصلن الأمر أسهل ما انو يكون في عند الميت حرمة .......
......................
دفنت الجنازات
و فجأة انتشرت عناصر من الجيش الحر في حي الوعر
من وين اجو و كيف طلعوا ما حدن بعرف
انتشروا و بكل ديمقراطية و حرية
اجبروا الناس على الاضراب ثلاثة أيام حداد(محلات و سرافيس)
.......
اي يا جماعة راحت هي الأيام ..........
ايام مين بينط و بيدبك بالمظاهرة أكتر و مين بيسكر محلوا و أيام اللافتات ....
يا جماعة اختلفت المعطيات كلياتا.....
يا جماعة تركوا الناس بهمها ...هاد الحكي هللأ ما منوا فايدة
أي لا عاد ضل مظاهرات و لا عاد ضل دكاكين و لا بيوت مشان تتسكر ......
هاد ...كان حكي واحد من الأطفال يلي
كان عميركض و عميؤول لأمو بدي اطلع على الشارع مشان شارك بالاضراب .....
معلومكون الطفل شو ما حكا ما بيتواخذ و ما عندوا معايير واضحة ....
آل بدو يطلع لبرات البيت ليشارك بالاضراب ....
انضرب سكر الباب و عود هون بالبيت
صاحت عليه أمو ............
.......الحمد لله رب العالمين أنا عمري أربعين سنة و شايب و كمانة والدتي متوفاية الله يرحمها و يحسن اليها
ديروا بالكون ما حدن يفكر انوا هاد الطفل هو انا......
أنا لحالي آعد و مضروب بالبيت ........
آل مضروب بالبيت آل ...
أي مو لتلائي حوموص بالبيت بالأول.........
عفوا
مو لتلائي بيض و حوموص بالأول .. ...
عفوا عفوا اشبوا الأكل آخد عئلنا (حوموص و فلافل و بيض)
راح عيد شوي شوي ......

مو لتلائي بيت بحومص بالأول ...بعدين لتحكي يا أبو حكيم....
........آ..ها هللأ ظبطت ...
مو لتلائي بيت بحومص بالأول ...بعدين لتحكي يا أبو حكيم ...
...يا سلام أحلى نغم وئت الواحد بيصير يعرف يحكي راح عيد
مرة أخيرة كمانة .......................
مو لتلائي بيت بحومص بالأول ...بعدين لتحكي يا أبو حكيم ...


__________________
أبو حكيم الدين
لقماان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
6 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة:
Abo Karim (13-12-2012), abu mhd (11-12-2012), BROKER (20-12-2012), GDahrouj (13-12-2012), tarek (11-12-2012), غسان (11-12-2012)