عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 4,860
شكراً: 67,497
تم شكره 35,134 مرة في 4,783 مشاركة

رد: ما حكم ورقة ياناصيب اجتك هدية و ربحت خمسين مليون
الله يسعد صباحكون
ابو حكيم تسلملي ، كل كم يوم بتطلعلنا بفكرة بتحرك عقولنا وبتحرضنا على التفكير والتفكر والتأمل وتنشيط الحوار على عدة وجوه .
ذكرني سؤالك بفيلم من أفلام ألفرد هيتشكوك والقصه كالتالي :
في منطقة نائية وفي أيام باردة ماطرة ، يبدأ أول مشهد برجل دين طيب وله نظرة طفل بريء ، هذا الرجل يقدم المواعظ ويأمر بالعدل والتمسك بالقيم والمثل . رواد الكنيسة المتواضعة كلهم من ( المستورين ) كما يتضح من لباسهم وبساطتهم .
إثناء الموعظة ، يقلب الواعظ نظره في سقف المكان ، تتجه الكاميرا إلى مواضع في السقف الذي تتخلله بعض العيوب مما يسمح لبعض نقاط المطر بالنفاذ للداخل ، وقد تم وضع طاسات أو ما شابه لتلقي حبيبات الماء التي لا تلبس أن تظهر أصواتا تشوش على الواعظ وتلفت نظر الجميع إليها .
يتحدث الواعظ عن حاجة المكان للترميم والاصلاح ليصبح لائقا ليكون مكانا مقبولا لممارسة الطقوس دون خوف من الانهيار ، وبالتالي يطالب من يستطيع وكلا حسب امكاناته للقيام بالواجب من خلال التبرع بما يمكن أن يتنازل عنه .
يدور الشماس وبيده صندوق صغير ومغطى بقماشة تستر اليد التي تمتد تحتها وتضع ما تيسر .
في آخر اليوم نجد الصندوق في غرفة القسيس ، ينهي لقاءاته مع البعض ، ثم يتجه إلى غرفته ويرفع الغطاء عن الصندوق ويجمع دريهمات قليلة ويتفاجأ بوجود قطعة مئة دولار . يسترجع منظر الموجودين ، فلا يجد فيهم من يمكنه وضع مبلغ كهذا ، يقلق وينتظر موعظة الأحد التالي ، ليشرح للحضور بأن حق الله مهم وبيت الله له حرمة وترميمه ضرورة ولكن لا يجوز التضحية بما لا يطيقه المؤمن بل عليه العناية بنفسه أولا .
يتكرر الأمر دون فائدة ، فيطلب من الشماس أن يتعرف على صاحب هذا التبرع الكبير ، صار الرجل يمد يده بالصندوق ثم يستدير ويرفع الغطاء ، وأخيرا رفع الغطاء ووجد المئة ! التفت إلى القسيس وسعل سعلة مصطنعة فهم منها الآخر أن هذا الرجل هو صاحب التبرع .
انتهت الموعظة ، وقبل أن يخرج الموجودون ، جاء القس إلى الرجل واستبقاه .
قدم شرحا للرجل وقد وجده في حالة رثة ، وقال لا يجوز أن تفرط بهذا القدر من المال وإن كنا حقيقة بحاجة ماسة ولا زال ما جمعناه ضئيلا جدا . أجابه الرجل بأنه يتقاسم أرباح مراهنات مع الكنيسة ، فهو يحضر ويصلي ويطلب من الله التوفيق ، يذهب إلى ميدان سباق الخيل ويراهن على الحصان الذي دعا له ، ويربح الضعفين فيأخذ النصف ويعطي الكنيسة النصف . نظر إليه القسيس بنظرة العاجز ، كيف سيفهم بأن هذا حرام ، وقد جرب بنفسه وكأن الله قابل ومبارك لما يحصل من خلال توفيقه وربحه !
جاهد الرجل كثيرا في تبيان أن ذلك مخالف لكل الأعراف والأخلاق ولا يجوز تمويل الكنيسة بمال حرام . ويرد الرجل ولكن الله قبل .
بعد فترة وقد استمر الرجل على حاله ، وأصبح السقف أسواء واصبح يهتز أكثر وينذر بسقوط وشيك .
يعد القسيس المال ويجده قليل وبحاجة إلى أضعاف . تضعف نفسه أمام الاغراء بالربح المؤكد وعن تجربة ، فيقرر المراهنه بالمال الذي لديه للربح والاسراع في ترميم السقف .
في نهاية الموعظة التالية يجتمع بالرجل ويسأل عن امكانية ذلك ومدى الموثوقية فالمال أصبح مال الله فيجب التأكد . فيؤكد له الرجل بأن هنالك حصان يود المراهنة عليه بكل ماله ليربح ربحا وفيرا في هذه المره ، يباركه القسيس ويدعو له ويعطيه المال .
يعود القسيس إلى غرفته ويفكر قليلا وفجأة يشعر بوخز الضمير ، يا إلهي ماذا فعلت بنفسي ؟ كيف أقدم المواعظ للناس وأنا نفسي أصاب بالطمع ، والله ليس لي شخصيا ، وإن يكن ، لا يجوز .
يغرق بدموعه ويصعب عليه تحمل العذاب فيذهب لمطران المنطقة ويعترف بسوء فعلته ويطلب النصح ، لقد تأخرت كثيرا يقول له المطران ، لم يبقى بيدنا سوى أن تضم صلاتك لصلاتي وندعو الله أن يخسر ذلك الحصان المذكور .
صلى الرجلان ما شاء لهما الله من صلاة وذرفا دموعا سخية .
جاء اليوم الموعود ، حضر الرجال وعلى وجهه آثار الصدمة ، لمحه القس واضاء وجهه استبشارا .
في نهاية الموعظة توجه إلى الرجل فورا وقال طمني ، أجاب الرجل بأنه انتكب تماما وخسر كل ماله ، فرح وقال الحمد لله تخلصنا من المال الحرام ، وطبعا خسرت مال الكنيسة أيضا ؟ قال الرجل لا والله خفت أن أراهن على نفس الحصان وهو جديد في الحلبه ، فانتظرت الدورة التالية وراهنت على حصان قديم وأعرفه أكثر وقد ربحتم سيدي .
يقفل ألفرد هيتشكوك المشهد على القسيس وبيده الكثير من المال ودموعه على خديه .
الله له وحده حق الخروج عن النص ، أليس كذلك .( هي من عندي مو من ألفريد )