عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2013, 01:26 PM
  #405
لقماان
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية لقماان
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: سوريا /حمص
المشاركات: 5,510
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان مشاهدة المشاركة
.........ثلجيات لقمان في حمص.........
الحلقة الثانية: الجزء الثاني
برد قارس ....برد لم أره في حياتي سابقا
برد ما كنا نشعر به في بلدنا مهما تدنت درجات الحرارة ......
هل كان هناك دفئ خفي ما كنا نتلمسه و شعرنا به عند فقدانه..........
صوت عويل الرياح يصر الآذان كصوت الأم الثكلى التي فقدت وحيدها......
لا كهرباء لا مازوت لا وسيلة تدفئة الا أنفاسنا الحارة ...لبسنا كل ما عندنا من الملابس
ألبسنا عطاء خمسة بناطيل فوق بعضها
سبحان الله....تضخم حجمه بشكل كبير أصبح كرة من الثياب يعلوها كرة هي رأسه....
و كذلك حكيم ألبسناه أربع بناطيل
و ظل يناضل كي يحظى بالبنطال الخامس كأخيه عطاء ....مع انه لا يعرف العد.....
تكومنا فوق بعضنا تحت كل ما نملك من بطانيات
و أسناننا تصطك صكا ببعضها .....و ظللنا نرجف ....لم أجد طريقة للتدفئة تذكرت
موقد غاز الطبخ البطح ذو الرؤوس الثلاثة
كان يجلس في غرفة انتظار المرضى ....
ركضت باتجاهه و صحت لأ حكيم و قلت لها
أن تحمل الغاز بسرعة و أنا أحمل الجرة
و أدخلناها الى الغرفة ووضعناه على صينية الأكل كوجبة دسمة ............
و أشعلنا الرؤوس الثلاثة تحت شعار عمروا ما حدن يورت ...بعد ما أدي درنا بالنا على غراض ببيتنا الأساسي ...آخر الشي تركناهون و طلعنا .....
لحظات من السعادة الغامرة انتابتنا و بدايات موجات التدفئة تخرج من رؤوس الغاز الثلاثة
التف الأولاد حول الموقد ببهجة لمنظره الغير المألوف ......حمدت الله رب العالمين أنني و عائلتي نسكن تحت سقف و مهما سمينا هذا الاختراع الا أنه وسيلة أدفئتنا وأشعرتنا بنعم الله علينا و الحمد لله...
لبست ملابسي و حدثت نفسي بأن أستغل عطلتي للحصول على الخبز ....
نزلت درج البناء و اذا بجارنا يقوم بتحطيم صوفاية و كراسي من الخشب أمام المدخل و حمرة الغضب تعلو وجهه...
قلت لنفسي لابد و أنه متخانق مع زوجته و يفش خلقه بهالصوفايات .....
حمدت رب العالمين لعدم وجود الخشب عندي
كيلا يتحطم عند نشوب خلاف مع أم حكيم ...
مشيت بالشارع ارتفاع الثلج بحدود النصف متر ...رأيت بعض الشباب يقومون بتقطيع أشجار المنصفات ....وصلت لباب البناء الآخر
و اذا بشخص آخر يقوم بتحطيم قطع من الأثاث الخشبي....
قلت لنفسي معقول هو الآخر متخانق مع زوجته .....ما خطب الحماصنة اليوم ...
آه تذكرت بنشوة المنتصر أن اليوم أربعاء
و قلت في نفسي هاد شي طبيعي معناتو ...
وصلت الى الفرن ووجدته فارغا ففرحت و فرحت أكثر لرؤيتي طاقة البيع في الفرن
و هذه أول مرة أكحل برؤيتها منذ أشهر و لولا العيب لهجمت عليها مقبلا اياها قبل الاشتياق كاشتياق جميل لبثينة ......
المهم بعد وقفتي الغزلية مع طاقة الفرن تنبهت أن الفرن لا يعمل ......
قلت لنفسي آه ما أحلى العيشة جوات الفرن بأيام الشتاء ....دفئ و خبز ...
و كلاهما من العملة النادرة في هذه الأيام ...
رجعت الى البيت راكضا و قد فقدت الاحساس برجلاي من شدة البرد .....وجدت جاري ما زال يحطم في الأثاث ...فقررت أن أهدء من روعه و غضبه
فسلمت عليه سلاما باردا انعكاسا لبرودة الطقس ...و قلت له لي هيك عمتكسر الأثاث يا جار ....اي طول بالك ....
رد علي ...شو طول بالك
طول بالك .......
شو بدك الولاد يموتوا .....(قلت لنفسي الله يساعدوا الظاهر انو مرتو جنت و راح تؤذي الولاد بس شو دخل الأثاث يروح يتمرجل على مرتوا .....)
و أنا هيك عمفكر ..صحيت انو جاري لساتو عميحكيني و عميؤول
طول بالك ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
ما شايف البرد راح يموتنا نحن و الولاد ......
آل طول بالك آل ....طول بالي ليجي المازوت و لا طول بالي ليجي الغاز و لا طول بالي لحتى تجي الكهربا .....كان عميحكي و هو عميشوبر بالفأسة التي يحطم بها الأثاث ...و شوي تاني من اندماجوا كان راح يليحنا شي ضربة بالغلط .....
على أولة المثل شو بدي
يا داخل بين البطاطا و اشرتا ما بينوبك غير ريحتا ...عفوا البصلة و اشرتا ...
........
صاح الجار على ابنوا و ألو خود هالحطبات أبل ما تطفي الصوبا
مو طلع عميتدفا على الحطب أخونا......و آل أنا بدي أعمل مصلح اجتماعي ....
المهم طلعت على البيت عفوا على العيادة
صاحت أم حكيم ان شاء الله جبت خبز ....
التلها لا و الله .......
و بلشت أم حكيم بالموال الحزايني
شو بدنا ناكل ...شو بدون ياكلوا الولاد ...
اي فهمنا محل البيت صارت عيادة
محل الغسالة صار طشت الغسيل
محل البراد ..قاعة الانتظار بالعيادة ...
محل الصوبيا ...غاز بتلت روس ...
طيب شو محل الخبز ....بدك تعطينا شي ابرة مخدر من عيادتك و لا بدك تجبلنا شي شراب أو حب من المعل اذا ضلوا عميشغلوك محل الخبز .....
احمدي ربك يا أم حكيم أحسن من غيرنا بمية مرة ....
ضل الموال شغال لاء و ارتفع الصوت كمان
اي شو بدكون ارتفع ضغطي للتسعمية ...و قمت بركل الاسفنجات التي عندي ركلة حاولت أن أفش فيها كل معاناتي ....فطارت الاسفنجة بحركة بهلوانية أشعرتني بهول قوتي الرجالية ..اللهم صلي على سيدنا محمد ...
مو شاطرين غير نتآوا على الاسفنجات ....
المهم بعد ما سقطت الاسفنجة مغميا عليها من قوة الشوطة
حمدت الله كثيرا بأنه لا يوجد في بيتي عفوا في عيادتي أي أثاث خشبي .....
لو كان ذلك ....لكنت كسرت رجلي بركله على أقل تقدير ............


يوم الخميس مساء بدأت تهدأ العاصفة ...
لا أعرف السبب المباشر الذي هدأ من قسوتها و جبروتها ....لكني أعرف أن رب العالمين تولانا برحته و لجم هجوم و ظلم هذه العاصفة
القاسية .........
الجمعة توقفت العاصفة تماما .......
لكل عاصفة متجبرة بداية و نهاية.....
يوم السبت أشرقت شمس الأمل من جديد...
أمل بأن يذوب الثلج و أمل بطرد هذا البرد الذي نخر عميقا في عظامنا و سكن أجسامنا و عواطفنا ...........
الأحد فتحت الطرقات و ذاب بعض من الثلج و أصبح لونه بحمرة التراب و بمنظر قبيح
التحفت به طرقات حمص .....
لأول مرة نفرح برؤية اللون الأحمر
الذي كرهناه...لكثرة الدماء التي سالت في بلدنا الحبيب....من طل أطياف البلد ......
لأول مرة يكون قبح المظر غايتنا ....
كالعاملة السريلانكية سبحان الله رأسمالها هو دمامة وجهها.......اللهم لا اعتراض على خلقك....
فبدمامتها تطمئن صاحبة المنزل نوعا ما من من مغامرات سي السيد ....الذي لا ينفك عن الصاق التهم
بالشيطان الرجيم و أنه السبب في ذلاته عندما يرى الجمال الأنثوي ...و لا رادع أخلاقي له..الآن لا حجة لك يا سي السيد
بماذا ستبرر..........(بني آدم ما بتملا عيونو غير التراب..)
فالثلج كان بنظرنا كخضراء الدمن التي حزر منها رسول الله عليه الصلاة و السلام
الثلج كالفتاة الحسناء في المنبت السوء؟؟؟؟
الثلج ظاهره الجمال .....
و داخله الألم و القبح في هذه الظروف....
المهم داومنا يوم الأحد و كلنا حسرة على أيام العاصفة ......
لا حسرة على برودتها ...بل حسرة عنما سيخصم من راتبنا المخصوم......
يوم الاثنين أيضا داومنا و زادت حسرتنا على أيام العاصفة ....فقد بدأ الطمع يدغدغنا من جديد........
يوم الثلاثاء ركبنا السرفيس متوجهين الى المعمل و نحن في لوعة على أيام حسم العاصفة ...
توجهنا الى معملنا في المنطقة الصناعية بحمص على مفرق الحصوية
وقفنا عند حاجز المهندسين بطريق الوعر و كل منا يمسك موبايله على الآلة الحاسبة و يبكي اللبن المسفوح من راتبه......
يسلم علينا أفراد الحاجز للأمانة بلطافة كعادة غالبية حواجز الجيش في حمص.........
و يقولون لنا و الابتسامة على وجوههم....
....................يتبع...............
__________________
أبو حكيم الدين

التعديل الأخير تم بواسطة لقماان ; 10-02-2013 الساعة 01:40 PM
لقماان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة:
أم حكيم الدين (17-02-2013), Abo Karim (11-02-2013), economic opinion (11-02-2013), fawazz (28-02-2013), RAYZAN (13-03-2013)