عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: سوريا /حمص
المشاركات: 5,510
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان
يوم الخميس مساء بدأت تهدأ العاصفة ...
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان
لا أعرف السبب المباشر الذي هدأ من قسوتها و جبروتها ....لكني أعرف أن رب العالمين تولانا برحته و لجم هجوم و ظلم هذه العاصفة
القاسية .........
الجمعة توقفت العاصفة تماما .......
لكل عاصفة متجبرة بداية و نهاية.....
يوم السبت أشرقت شمس الأمل من جديد...
أمل بأن يذوب الثلج و أمل بطرد هذا البرد الذي نخر عميقا في عظامنا و سكن أجسامنا و عواطفنا ...........
الأحد فتحت الطرقات و ذاب بعض من الثلج و أصبح لونه بحمرة التراب و بمنظر قبيح
التحفت به طرقات حمص .....
لأول مرة نفرح برؤية اللون الأحمر
الذي كرهناه...لكثرة الدماء التي سالت في بلدنا الحبيب....من طل أطياف البلد ......
لأول مرة يكون قبح المظر غايتنا ....
كالعاملة السريلانكية سبحان الله رأسمالها هو دمامة وجهها.......اللهم لا اعتراض على خلقك....
فبدمامتها تطمئن صاحبة المنزل نوعا ما من من مغامرات سي السيد ....الذي لا ينفك عن الصاق التهم
بالشيطان الرجيم و أنه السبب في ذلاته عندما يرى الجمال الأنثوي ...و لا رادع أخلاقي له..الآن لا حجة لك يا سي السيد
بماذا ستبرر..........(بني آدم ما بتملا عيونو غير التراب..)
فالثلج كان بنظرنا كخضراء الدمن التي حزر منها رسول الله عليه الصلاة و السلام
الثلج كالفتاة الحسناء في المنبت السوء؟؟؟؟
الثلج ظاهره الجمال .....
و داخله الألم و القبح في هذه الظروف....
المهم داومنا يوم الأحد و كلنا حسرة على أيام العاصفة ......
لا حسرة على برودتها ...بل حسرة عنما سيخصم من راتبنا المخصوم......
يوم الاثنين أيضا داومنا و زادت حسرتنا على أيام العاصفة ....فقد بدأ الطمع يدغدغنا من جديد........
يوم الثلاثاء ركبنا السرفيس متوجهين الى المعمل و نحن في لوعة على أيام حسم العاصفة ...
توجهنا الى معملنا في المنطقة الصناعية بحمص على مفرق الحصوية
وقفنا عند حاجز المهندسين بطريق الوعر و كل منا يمسك موبايله على الآلة الحاسبة و يبكي اللبن المسفوح من راتبه......
يسلم علينا أفراد الحاجز للأمانة بلطافة كعادة غالبية حواجز الجيش في حمص.........
و يقولون لنا و الابتسامة على وجوههم....
....................يتبع...............
|
لوين .....قلنا لهم على الصناعة ....
فقالوا لنا الوضع مخربط ...لفوا و ارجعوا على بيوتكون.......
يا عمي يطولك يعرضك شو لفوا و رجعوا على بيوتكون ليش ضل في بيوت............
بعدين لساتنا متأثرين من عطلة العاصفة الثلجية وين نلف و نرجع ......
طبعا هاد الحكي كنا عمنحكيه بين بعضنا ...
لأنو الحاجز وئت بيؤلك لف و رجاع ....بتلف و بترجع و انت آدمي .....
المهم اشتغلت التلفونات....و العالم ساوت رعب و نحن ما شفنا شي لسا.....
رجعت على الحارة و أنا أجر أذيال الهزيمة ...
نعم لقد هزمتني قسوة هذه الأيام .....
لكنني متفائل (أو..أواسي نفسي و أصبرها)على قولة اخوانا الفلسطينية:
لم نخسر الحرب لقد خسرنا معركة بعد كل هجوم بيتعرضولوا من العدو الاسرائيلي.....
رجعت على الحارة و صار الغانم يحكي
انو التلفزيونات عمتؤول في مجزرة بقرية الحصوية و بالمنطقة الصناعية بحمص و كذلك بالبساتين المحيطة ....
قلت الحمد لله الذي أنجانا من محنة قاسية على حسب ما سمعنا .....
ضجت مدينة حمص بأحداث الحصوية و ضجت مواقع الانترنت بها و هي تصفها بالمذبحة و المحرقة و الابادة ...و تصف رعبا شديدا يصعب على عقلي تخيله ....
و لشدة الوصف لم نذهب الأربعاء و لا الخميس و لا السبت الى المعمل .....
و يوم الأحد ذهبنا على المعمل و نحن بقمة الشجاعة حتى لكثرة شجاعتنا ترى بوضوح اصفرار وجوهنا و تسمع بصخب دقات قلوبنا الشجاعة ...نعم نحن قمة الشجاعة .....
ثلة من الموظفين خرجنا الى المعمل ...لا أحد يتكلم كله ساكت بل صامت ...و يسرح بأفكاره ......مررنا على الحواجز الستة التي نمر عليها كل يوم ...كانوا كالعادة ...أقرب الى اللطف ....الا اللهم شي عسكري مشتائ لأهلو صرلو شي سنة مانو شايفون ...ممكن يكون معصب شوي ...اي لازم نتحملوا ...كيف لكان
المهم سرافيس المعمل بالعادة بتتسابئ على الطريئ بس هالمرة كل سيارة تأخر عن السيارة التانية مشان هي تفوت على الصناعة أبل منها....مشان هي تفوز بالهدايا الأولى...
لكان (و يؤثرون على أنفسهم .....)...
المهم فتنا على الصناعة ما لاحظت محلات محروقة جديدة و لا لاحظت دمار جديد أو نهب جديد ...
و ما شفنا الجثث بالشوارع متل ما العالم صارت تحكي .....
و شفنا جماعة من قرية الحصوية كمانة أكدولنا نفس الشي انو ما صار عندون شي مخيف أكتر من الحد الطبيعي بسوريا.......صاير عندون بالضيعة ...
بس للأمانة بالبساتين المحيطة بالمنطقة الصناعية و الملاصقة لحاجز ديك الجن لا أحد يعرف ما حصل هناك بالضبط
...فهناك كانت أصوات الرعب
و بالأخص منطقة بساتين
عائلة المهباني ... الذين فقد بهم الاتصال الى اليوم
بساتينهم قريبة من سوق الهال .......
هناك كان تجمعا لبعض العائلات المهجرة من بيوتهم والذين تقطعت بهم السبل فاستوطنت منطقة البساتين ......و حظهم العاثر ..أن خرج مسلحين من ناحيتهم و هاجموا حاجز ديك الجن بقسوة .....
فما كان من الدولة الا أن ردت بقوة
و ردت بافراط من القسوة .......
ليكونوا عبرة.........
عبرة لكل من يسمح للمسلحين باستخدام أراضيه أو منطقة وجوده لمهاجمة الدولة.....
حتى و لو لم تكن راضيا عن فعلتهم ....
فيجب عليك منعهم .......
حتى و أنت لا حول لك و لا قوة .............
يجب عليك منعهم............
لأنهم سيجلبون لمنطقتك الدمار ...........
__________________
أبو حكيم الدين
التعديل الأخير تم بواسطة لقماان ; 19-02-2013 الساعة 07:36 PM