شوفي مافي

ما تم عمله من قبل المركزي واللي فعلاً أثبت خلال اليومين الماضيين لقليل من الناس أنه هوه إنجاز وهوه نبذة ولفتة وعرجة وتغيير مسار في مسارات الإقتصاد وإدارة الأزمات لا يتعدى إلا النذر اليسير مما يقدر عليه المركزي فبحسب الحكمة الإنكليزية القائلة (with great power there must also come great responsibility!) ومعناها أن القوة المطلقة يجب أن تترافق مسئولية الكبرى وعليه وبحكم قوته يجب أن يحقق أكثر من ذلك

إن ما تم من إنجازات شهدها سعر الصرف لا يتجاوز ما ورد في القصص الرمزية عن أن هناك فلاحاً فقيراً أتى إلى حكيم يشكو فقره وقلة ماله وضيق معاشه وصغر مسكنه وكان الحكيم دائم النصح لهذا الفلاح بالدعاء وهو ما طفق يفعل هكذا إلى أن أتاه بيوم من الأيام ولم يعد له قدرة على تحمل كل هذا فسأله الحكيم عن وسع داره وعدد أفراد عائلته فأخبره الفلاح بأنه كوخ صغير لا يتعدى مساحة القارب الصغير ويقطن به مع زوجه وستة من أولاده فأعلمه الحكيم بأن عليه جلب أمه لتقطن معهم لعل الكوخ يكبر فما كان من الفلاح إلا أن صدق كلام الحكيم وأتى بأمه ولكن الحال كما هو فعاد للحكيم وأخبره بأن الوضع لم يتغير فطلب منه أن يدخل معه أم زوجه فأتا بها تدور الأيام ويعاود الفلاح الشكوى من عدم كبر المنزل ويعاود الحكيم طلب إدخال أشخاص جدد إلى الكوخ حتى إنتهة به المطاف أن طلب منه إدخال كل الأبقار الموجودة لديه والماعز والغنم والدجاج فلم يحتمل هذا الفلاح ما حل به وعاد مستسلماُ إلى الحكيم ليخبره بأن عليه إعادة كل هؤلاء الأشخاص إلى دورهم ليعود ويسكن في كوخه ولوحده مع زوجه وأولاده وليجد بأن الكوخ كبر كبراً لم يشعر به مطلقاً في سابق عهده

إسقاط الحكمة المستخرجة من القصة السابقة على أرض الواقع أن المركزي ظل بعيداً عند المشهد حتى ناطح سعر الصرف الثلاثمائة ليرة ومن ثم تدخل ليعيدها إلى المائتان ولنجدها جميعاً سعراً عادلاً مقنعاً ونودع أيام الخمسين والمائة وبعدم حزن حتى على هذه الأيام

فسقى الله تلك الأيام

رب يوم بكيت منه فلما صرت بغيره بكيت عليه

شكراً للنشر إن تم وعذراً للإطالة أن وجد القارئ

__________________
(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)