عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 5,169
شكراً: 1,012
تم شكره 1,066 مرة في 435 مشاركة
بورصة أم قمار؟
كالعادة أقابل يومياً مواطنين ممن يمتلكون الأفكار المعولبة والنظريات الحاذقة عن السوق المالي والبورصة ومن الطرائف والعجائب ما يقولون إن البورصة نوع من أنواع القمار وقد تم اختراعها كواجهة قانونية بدلاً من دخول الكازينوهات وفتح طاولات القمار الممنوعة شرعاً وقانوناً!!
ولنعد إلى البداية إلى تعريف القمار وهو يعني حسب اصطلاحات الفقهاء الاشتراط على أساس الربح والخسارة، فلعب القمار يعني القيام بعمل بدافع الاشتراط الذي يلزم أحد الطرفين بدفع مال معين ومن هذا المنطلق يحرم هذا العمل وعليه فكلّ لعبة يكون الربح فيها مستوجباً لدفع الطرف الآخر مبلغاً معيناً للرابح فهي محرمة شرعاً وقانوناً. وكلّ لعبة مختصّة بالقمار ـ بحسب العرف العام- فهي ممنوعة سواء أريد منها المقامرة أم لا.
ولكن في الحقيقة فإن القمار يتجاوز الاشتراط على لعبة ما ليدخل في المعاملات التجارية والقاعدة في معرفة دخول القمار في المعاملات التجارية هي أن كل عقد يغلب عليه الجهالة ويحتف به الخطر والغرر فهو قمار حسب قول رجل الدين مرهف عبد الجبار سقا وحسب ابن سيرين فإن كل شيء فيه خطر وغرر فهو من الميسر.
والسوق المالي يدخل من ضمن المعاملات التجارية العامة والمعرضة كغيرها من المعاملات الشرعية للدخول في أبواب غير جائزة كالقمار لكن الغريب المستغرب أن تضع قاعدة اقتصادية كاملة وركن من أركان الاقتصاد المفتوح وهو السوق المالي من ضمن المحرمات والممنوعات!
والسؤال متى يقع الغرر والجهالة في السوق المالي وهنا تقع الإجابة بالكامل على المستثمر الذي يحدد بدوره ما إذا كان يريد أن يمارس استثماره بصورة عقلانية ويضع الجهد المناسب أو يكون عمله كنوع من أنواع القمار، فمن يعتمد على الحظ باستثماراته فهو يقامر ومن يشترى بناء على إشاعات السوق فهو يقامر أيضاً ومن يدخل السوق المالي وهو لا يعرف ما يقصد بالسهم وما الفرق بين قيمته الاسمية والدفترية والسوقية فهو من المقامرين بامتياز مع شهادة تقدير!!
إذن فلنتوقف عن الاتهامات وليعد كل مستثمر حساباته وكل مواطن أفكاره ولتعلم أن الربح الكبير مقترن بالخطر الكبير فإن لم تكن على علم وخبرة لتخفيف مخاطر استثمارك فعندئذ أقول لك هنا: لا تقامـر.
دكتوراه في الأسواق المالية
د. محمد وائل حبش
__________________
إن طالت الأيــــــــام ولم تروني فهذه كتـابـــاتي فاذكـــــــــروني ،،،
وإن سألتم عني ولم تجدونــــــي , فسأكون وقتها بحاجة للدعـــــاء ,,,
فادعــــولي