تتمة لما سبق
¶ أنشطة إنتاجية جديدة :8_2_101:
أكَّد المهندس حنينو، أنَّ إغلاق خطوط ألبان وبسكويت «الشرق»، سيقابله إطلاق خطوط إنتاج أخرى، وهناك دراسة تمَّ التوقيع عليها والموافقة على بدء تنفيذها، وتتعلَّق بإنتاج شركة «الشرق» لمنتج مشروب الشعير، والمتوقّع بدء إنتاجه بداية العام الحالي. وفي ما يتعلَّق بمستقبل العمال، يقول حنينو: «حتى تاريخه، لم نفكِّر في نقل عمالنا وتحويلهم إلى شركات أخرى، إنما كان قرارنا بتغطية نقص معمل البيرة باليد العاملة، والجزء الآخر منهم سيتمُّ فرزهم لمصلحة المشروع الجديد، والمتبقّي منهم سيتمُّ نقلهم إلى قطاعات أخرى.. بمطلق الأحوال، هذا القرار أثره الاقتصادي إيجابي، فمن خلال عملية حسابية بسيطة نجد أنَّ خسائر الخطين السنوية بلغت 40 مليوناً؛ منها 25 مليوناً في الرواتب والأجور؛ ما يعني أننا نستطيع تحقيق وفر سنوي مقداره 15 مليوناً بمجرد إيقاف الخطين، وأما الأثر الاجتماعي فنجد أنه لم يتضرَّر أيُّ عامل، على أننا فتحنا مجالاً للنقل الطوعي».
¶ نسب ورسوم ug3;
يتابع حنينو: «هناك فكرة لطرح المعامل الخاسرة للاستثمار، وقد تمَّ إعداد الشروط التي تمكِّن المستثمر من إضافة ميزات جديدة إلى المعمل، وفي حال تحقَّق الأمر، فهذا يعني إيراداً إضافياً للشركة. أما البيرة، فتمتلك مقومات المنافسة في الجودة، ولكنها غير متعادلة مع المنتجات المستوردة بطرق غير نظامية في موضوع نسب الضرائب ورسوم الإنفاق الاستهلاكي التي ندفعها، والتي تبلغ 35 % زيادة على التكلفة الحقيقية، وسنوياً نحوِّل لوزارة المالية بين 60 - 70 مليون ليرة رسوم إنفاق استهلاكي، وخلال شهر 12 من العام 2009 حوَّلنا قرابة 6.5 مليون ليرة، علماً بأنَّ الخطة أقل مما هي..
العقلية التسويقية.. مشكلة عالقة
تتصدَّر العقلية التسويقية قائمة المشكلات العالقة التي تعتبر حجر عثرة أمام شركات القطاع العام؛ يقول المهندس طيارة: «في أوروبا الطبيب يشتري الدواء بقيمة 10 % من سعر المبيع، فهل تستطيع شركة تاميكو الدوائية أن تتعامل مع الأطباء بهذه الطريقة». أيضاً أشارت الصيدلانية ديالا إلى أنَّ شركات دواء القطاع الخاص تمنح عروضاً مغرية في منافذ التسويق، ويصل هذا العرض إلى تقديم علبة دواء مجانية إضافة إلى هامش الربح عند شراء صنف معين من منتجاتها الدوائية.
ويضيف الدكتور محسن: «مندوبو شركات الأدوية يقومون بالتسويق المجاني لمنتجاتهم الجديدة، من خلال منح عبوات كُتب عليها غير مخصص للبيع للأطباء، كما يقومون بمنح مكافآت وهدايا دورية للأطباء، مقابل إدراج منتجاتهم في وصفات علاج مرضاهم».
إذاً المرونة والديناميكية والعقلية التسويقية الجديدة، جميعها مفاهيم بعيدة عن عقلية القطاع العام الصناعي. وهذا أمر غاية في الأهمية؛ فتحمل المسؤولية والشعور بالانتماء حيال هذا القطاع والتعامل معه وفق آلية وعقلية السوق يجب أن يحتلَّ المرتبة الأولى، ومن بعدها تأتي العقلية المؤسساتية الروتينية. ويضيف طيارة: «كانت هناك محاولات لزيادة مخصصات الدعاية لشركة تاميكو؛ لزيادة مرونتها. ولكن فشل الأمر لعدم وجود صلاحيات». من هنا يتبيَّن لنا أنَّ موضوع الحلقات الإدارية وتسلسل الصلاحيات هو من أكبر عقبات القطاع الصناعي والاقتصادي العام.
ويتابع حنينو: «المشكلة في القطاع العام هي آليات العمل التي تحكمه، والإجراءات التي تجعله في منافسة غير عادلة مع القطاع الخاص، في جوانب تأمين المواد الأولية، وواقع البطالة المقنعة والعمالة، وموضوع المرونة في تطوير الإنتاج والديناميكة في التسويق.. جميع هذه الأسباب وغيرها إن لم تتم إعادة النظر فيها ستوصل القطاع العام الإنتاجي حكماً إلى نفس النتيجة، فمن غير المنطقي أن يكون القطاع العام محكوماً بمخزون المستودع؟».
¶ «بردى» متوقِّفة ومطروحة للاستثمار akh1
من جانبه، يقول مدير شركة «بردى»: «خط إنتاج برادات «بردى» يعمل، وحجم الإنتاج اليومي يبلغ الحجم المقرَّر في خطة الإنتاج المخفضة، على أننا متوقِّفون حالياً عن الإنتاج لجهة أعمال الصيانة، وسنعاود الإنتاج نهاية الشهر الحالي»..
ويتابع: «منذ مدة طويلة أصبنا بضعف في العملية الإنتاجية نتيجة ضعف السيولة، وعدم توافر المواد الأولية، وقدم الآلات التي لم تُجدَّد منذ افتتاح الشركة في العام 1970، والمنافسة الشديدة التي نتعرَّض لها في الجودة والسعر.. وجميعها عوامل أدَّت إلى خفض إنتاجنا إلى حدوده الدنيا، وعرَّضتنا لخسارات مستمرَّة متلاحقة منذ العام 1996؛ الأمر الذي أدَّى إلى طرح الشركة للاستثمار.. ومع ذلك، نحن مستمرُّون في العمل حتى يوقَّع عقد استثمارها».
ومع هذا التصريح، يتبيَّن لنا التباين في تقديم المعلومة، فوزارة الصناعة أكَّدت استمرار الشركة في الإنتاج، لتأتي وتؤكِّد لنا إدارة الشركة توقُّفها بسبب أعمال الصيانة، ثم تعاود القول بوجود طرح استثماري للشركة، إلا أنَّ هناك عمَّالاً من داخل الشركة أكَّدوا لنا عدم وجود أيّ أعمال صيانة، وخطوط إنتاج برادات «بردى» متوقِّفة عن الإنتاج بالمطلق.
:v9v9net_110:
منقول للفائدة 
رياض إبراهيم أحمد
المصدر: بلدنا