تقييم دور مصرف سورية المركزي و سياسته النقدية :
في دراستي السابقة بتاريخ 20- 8_2013، حول تقييم السياسة النقدية السورية وصلنا إلى نتائج أهمها أن السياسة النقدية السورية المطبقة في الأزمة اعتمدت على أن الأزمة قصيرة الأجل ولم تبني سياسات استراتيجية لإدارة المخاطر، واعتمدت خاصة على بيع الدولار بشكل رئيسي دون استخدام أدوات السياسة النقدية لمكافحة التضخم وإعادة السيولة إلى البنوك السورية وإعادة العملات الأجنبية وهذا أدى إلى انتشار الفساد والسوق السوداء حتى في الجهاز المصرفي السوري الحكومي والخاص، وخسارة جزء كبير من مخزون العملات الأجنبية ومن ثم الاقتراض من الخارج، علماً أن انخفاض الطلب على الليرة السورية الأمر أدى إلى تضخم كبير إضافة إلى عدم قدرة البنوك السورية على منح تمويلات جديدة. وفي هذه المقالة سنسعى أن نركز على دور المصرف المركزي اتجاه المصارف السورية في الأزمة. ويمكن تلخيص دور المصارف المركزية في فترات الأزمة إضافة إلى محاربة التضخم والتأكد من التوازن بين الطلب والعرض على النقود، هو التأكد من قدرة المصارف على مواجهة المخاطر وخاصة مخاطر السيولة والديون المتعثرة والمخاطر السياسية والأمنية والعقوبات الدولية والتأكد من متانة رأسمال المصارف، لأن انهيار أي مصرف (لا سمح الله) سيؤدي إلى أزمة نقدية كارثية في الظروف الطبيعية وليس ضمن الظروف السورية المأساوية. أما إذا أردنا تقييم دور المصرف المركزي السوري فنجده قائم على أربع أدوات (وهي مستمدة من فكرة إدارة الأزمة قصير الأجل وليس طويل الأجل) الأولى- التساهل في تشكيل مخصصات الديون المشكوك بها من أجل تجميل القوائم المالية، علماً أن الواجب كفكر استراتيجي هنا زيادة المخصصات بشكل كبير، ومن أهم أسباب افلاس البنوك العالمية هو الديون المتعثرة والمخاطر الإئتمانية. الثانية- قبوله قيام البنوك بتجميل قوائمها المالية أيضا من خلال زيادة تبادل الودائع والسيولة بين البنوك الأمر الذي أدى إلى ارتفاع وهمي في السيولة، وأهم أسباب انتشار الأزمات المالية العالمية هو التعظيم الوهمي للموجودات والاستثمارات والسيولة. الثالثة- قبوله قيام البنوك بتجميل أرباحها من خلال الأرباح غير المحققة نتيجة ارتفاع أسعار الصرف، ورغم أن ذلك أحد الطرق المقبولة في المعايير المحاسبية الدولية لكن الطريقة الأخرى في مثل هذه الظروف والقائمة على فصل الأرباح في قائمة الدخل عن الإيرادات الأخرى في قائمة الدخول الشاملة الأخرى other comprehensive income أفضل بكثير لتعكس الوضع المالي الحقيقي بعيدا عن تقلبات أسعار الصرف. الرابعة: التغاضي عن عمليات السوق السوداء التي تقوم بها بعض البنوك السورية أو بعض موظفيها، وهذا أدى إلى حدوث كثير من حالات الاختلاس والفساد في البنوك التي تم نشر بعضها. إن استمرار مصرف سورية المركزي اعتبار أن الأزمة السورية قصيرة الأجل أدى إلى ظهور نقاط ضعف وخلل واضحة في القطاع المصرفي، وأعتقد أنه آن الآوان لكي نضع خطط إدارة مخاطر استراتيجية ونعتبر أن الأزمة ممكن أن تطول (لا سمح الله) عدة سنوات أخرى، ونضع خطط وسياسات وفق هذا المنظور، وهذا يشمل زيادة رؤوس أموال البنوك (أو تملك مؤقت للدولة في البنوك الخاصة من خلال ضخ رؤوس أموال مساندة مؤقتة)، والبدء بتطبيق سياسات متحفظة لتشكيل المخصصات وإدارة السيولة ورفع أسعار الفائدة والعوائد على الليرة السورية والدولار والاعتماد على الكفاءات الحقيقية ومحاربة ظاهرة السوق السوداء وغيرها كثير من الأدوات الغائبة حتى تاريخه. د.رازي محي الدين |
7 أعضاء قالوا شكراً لـ hasobman على المشاركة المفيدة: |
المسار (04-02-2014),
farid55 (05-02-2014),
ghasangsb (05-02-2014),
حكيم الزمان (05-02-2014),
Professional (05-02-2014),
عابر مجيب (05-02-2014),
نورالهدى (05-02-2014)
|
تقييم دور مصرف سورية المركزي و سياسته النقدية :
في دراستي السابقة بتاريخ 20- 8_2013، حول تقييم السياسة النقدية السورية وصلنا إلى نتائج أهمها أن السياسة النقدية السورية المطبقة في الأزمة اعتمدت على أن الأزمة قصيرة الأجل ولم تبني سياسات استراتيجية لإدارة المخاطر، واعتمدت خاصة على بيع الدولار بشكل رئيسي دون استخدام أدوات السياسة النقدية لمكافحة التضخم وإعادة السيولة إلى البنوك السورية وإعادة العملات الأجنبية وهذا أدى إلى انتشار الفساد والسوق السوداء حتى في الجهاز المصرفي السوري الحكومي والخاص، وخسارة جزء كبير من مخزون العملات الأجنبية ومن ثم الاقتراض من الخارج، علماً أن انخفاض الطلب على الليرة السورية الأمر أدى إلى تضخم كبير إضافة إلى عدم قدرة البنوك السورية على منح تمويلات جديدة. وفي هذه المقالة سنسعى أن نركز على دور المصرف المركزي اتجاه المصارف السورية في الأزمة. ويمكن تلخيص دور المصارف المركزية في فترات الأزمة إضافة إلى محاربة التضخم والتأكد من التوازن بين الطلب والعرض على النقود، هو التأكد من قدرة المصارف على مواجهة المخاطر وخاصة مخاطر السيولة والديون المتعثرة والمخاطر السياسية والأمنية والعقوبات الدولية والتأكد من متانة رأسمال المصارف، لأن انهيار أي مصرف (لا سمح الله) سيؤدي إلى أزمة نقدية كارثية في الظروف الطبيعية وليس ضمن الظروف السورية المأساوية. أما إذا أردنا تقييم دور المصرف المركزي السوري فنجده قائم على أربع أدوات (وهي مستمدة من فكرة إدارة الأزمة قصير الأجل وليس طويل الأجل) الأولى- التساهل في تشكيل مخصصات الديون المشكوك بها من أجل تجميل القوائم المالية، علماً أن الواجب كفكر استراتيجي هنا زيادة المخصصات بشكل كبير، ومن أهم أسباب افلاس البنوك العالمية هو الديون المتعثرة والمخاطر الإئتمانية. الثانية- قبوله قيام البنوك بتجميل قوائمها المالية أيضا من خلال زيادة تبادل الودائع والسيولة بين البنوك الأمر الذي أدى إلى ارتفاع وهمي في السيولة، وأهم أسباب انتشار الأزمات المالية العالمية هو التعظيم الوهمي للموجودات والاستثمارات والسيولة. الثالثة- قبوله قيام البنوك بتجميل أرباحها من خلال الأرباح غير المحققة نتيجة ارتفاع أسعار الصرف، ورغم أن ذلك أحد الطرق المقبولة في المعايير المحاسبية الدولية لكن الطريقة الأخرى في مثل هذه الظروف والقائمة على فصل الأرباح في قائمة الدخل عن الإيرادات الأخرى في قائمة الدخول الشاملة الأخرى other comprehensive income أفضل بكثير لتعكس الوضع المالي الحقيقي بعيدا عن تقلبات أسعار الصرف. الرابعة: التغاضي عن عمليات السوق السوداء التي تقوم بها بعض البنوك السورية أو بعض موظفيها، وهذا أدى إلى حدوث كثير من حالات الاختلاس والفساد في البنوك التي تم نشر بعضها. إن استمرار مصرف سورية المركزي اعتبار أن الأزمة السورية قصيرة الأجل أدى إلى ظهور نقاط ضعف وخلل واضحة في القطاع المصرفي، وأعتقد أنه آن الآوان لكي نضع خطط إدارة مخاطر استراتيجية ونعتبر أن الأزمة ممكن أن تطول (لا سمح الله) عدة سنوات أخرى، ونضع خطط وسياسات وفق هذا المنظور، وهذا يشمل زيادة رؤوس أموال البنوك (أو تملك مؤقت للدولة في البنوك الخاصة من خلال ضخ رؤوس أموال مساندة مؤقتة)، والبدء بتطبيق سياسات متحفظة لتشكيل المخصصات وإدارة السيولة ورفع أسعار الفائدة والعوائد على الليرة السورية والدولار والاعتماد على الكفاءات الحقيقية ومحاربة ظاهرة السوق السوداء وغيرها كثير من الأدوات الغائبة حتى تاريخه. د.رازي محي الدين |
هذا اقل شيئ
ولكن اذا كان في اعتراف بالازمه من اصله لانه وعلى ما يبدو انه (المركزي) يتعامل وكأن سوريا في احسن احوالها اللهم عافيها يا رب |
5 أعضاء قالوا شكراً لـ -mouhamad على المشاركة المفيدة: |
المسار (05-02-2014),
hasobman (05-02-2014),
حكيم الزمان (05-02-2014),
Professional (05-02-2014),
عابر مجيب (05-02-2014)
|
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سعر صرف الدولار والذهب مقابل الليرة السورية اليوم الثلاثاء 21 -01- 2014 | ساحرالقلوب | أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية وسعر الذهب بالليرة | 191 | 22-01-2014 10:02 AM |
سعر صرف الدولار والذهب مقابل الليرة السورية اليوم الثلاثاء 14 -01- 2014 | ساحرالقلوب | أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية وسعر الذهب بالليرة | 196 | 15-01-2014 02:03 AM |
سعر صرف الدولار والذهب مقابل الليرة السورية اليوم السبت 11 -01- 2014 | ساحرالقلوب | أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية وسعر الذهب بالليرة | 125 | 12-01-2014 01:59 AM |
سعر صرف الدولار والذهب مقابل الليرة السورية اليوم الثلاثاء 07 -01- 2014 | ساحرالقلوب | أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية وسعر الذهب بالليرة | 90 | 08-01-2014 01:37 PM |
سعر صرف الدولار والذهب مقابل الليرة السورية اليوم الأحد 05-01-2014 | المعلم عمر | أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية وسعر الذهب بالليرة | 68 | 06-01-2014 01:45 AM |
جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك