عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 742
شكراً: 311
تم شكره 323 مرة في 135 مشاركة

مؤشر الفقر لعبة علماء الاجتماع
اعلن مؤخرا عن نموذج جديد لقياس الفقر في العالم، فهل يشكل النموذج الجديد فرقا لأولئك الباحثين عن مقياس في هذا المجال؟
يعلق الكثيرون آمالا كبيرة على المؤشر الجديد متعدد الأبعاد بافتراضه أداة فعالة في الحرب ضد الفقر . تم اختراع المؤشر بواسطة منظمة تابعة لجامعة اوكسفورد في المملكة المتحدة وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم ا لمتحدة.
يقاس الفقر عادة عن طريق التركيز بشكل اساسي على متوسط الدخل في بلد من البلدان مقابل العدد الإجمالي لسكان ذلك البلد وهي طريقة يطلق عليها (مؤشر التنمية البشرية). وفقا لهذه الطريقة يتم وضع معيار محدد لمستوي المعيشة وكل من يقع دون ذلك المستوي فهو فقير.
تقول سابينا الكيرا مديرة وحدة البحوث بجامعة اوكسفورد أن هذا النهج التقليدي في قياس الفقر قد تجاوزه الزمن ويبسط الأمور على نحو كبير نظرا للتعقيدات الكثيرة التي تشوب عالم اليوم.
تقاطع
ينظر المنهج الجديد إلي عشرة عوامل متداخلة بما فيها الصحة، التعليم ومستوى المعيشة ليبحث من ثم عن تعريف لنقاط تقاطع هذه العوامل على المستوى المنزلي . تقول الكيرا:
" لنفترض أن احد الأطفال لا يذهب للمدرسة، ولكن هذا الطفل قد يعاني من سوء التغذية أيضا، وأن أفراد أسرته أيضا لم يسبق لهم وأن ذهبوا للمدرسة. وهل هنالك مدرسة أصلا؟ بذا تكون العوائق أمام حصول مثل هذا الطفل على تعليم هي: هل هنالك مدرسة متوفرة؟ ثانيا هل تدرك أسرة هذا الطفل قيمة التعليم؟ وهل يساعدونه على أداء واجباته المدرسية؟ ثالثا لنفترض أن هذا الطفل يذهب للمدرسة بالفعل، هل يستطيع التركيز، لان سوء التغذية يقلل من إمكانية التركيز.
إذا نحن ننظر لكل هذه العوامل المتعلقة بالبيئة المنزلية ونأخذها في بحثنا عن حالة الفقر".
بهذا المزيج من العوامل التي تم إهمالها في السابق، بحسب وحدة البحوث في اوكسفورد ، يمكن النظر بشكل مختلف لخارطة الفقر في العالم.
الهند مقابل أفريقيا
باستخدام هذا المقياس هنالك حوالى 1.7 مليار شخص في العالم يعاني من الفقر، أي بزيادة 400 مليون شخص عن الأرقام الحالية التي أوردتها الأمم المتحدة. كما أن الفقر في الهند أكثر منه في أفريقيا . حوالي 50 بالمئة من سكان الهند يقعون تحت تصنيف الفقراء بحسب المؤشر الجديد.
مقارنة بـ 42 بالمئة بحسب المؤشر القديم. فقراء الهند يتركزون في ثمانية من أكثر الولايات فقرا. هذا يفوق نسبة الفقر في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء ، حيث يعتبر تركيز الفقر أكثر سوءا، ولكن من ناحية عددية فإن الأرقام في جنوب آسيا هي الأعلى.
المؤشر الجديد يسمح بقياس تركيز الفقر مما يعني إجراء مقارنة مباشرة لجيوب الفقر في العالم وبحسب الباحثين يمكن البحث على هذا الأساس عن حلول مباشرة لهذه الأوضاع.
شكوك
لم ينل المؤشر الجديد اعجاب الجميع. بول هوبنك الخبير في التعاون التنموي في مدينة نايميخن يوافق على أن النظر للدخل وحده لا يكفي لأن ذلك مرهون بالبيئة المحلية، فالفقير في أمريكا يختلف عن الفقير في قارة أفريقيا.
يقول بول هوبنك بأن بشارة المؤشر الجديد ليست جديدة على وجه الإطلاق وأن هذه الطريقة في التفكير والنظر للأمور معروفة منذ سنوات مضت، ويضيف بأن إطلاق هذا النموذج والإعلان عنه يدخل تحت باب المنافسة بين علماء الاجتماع ومؤسساتهم التابعين لها. خاصة وأنه شخصيا غير معجب بالمؤشر الجديد متعدد المعايير لأن أسباب الفقر المختلفة التي يركز عليها المؤشر من الصعب قياسها.
" هذا يثير بعض الشبهات حول النموذج المطروح، طبعا يمكنك إجراء بعض القياسات، يمكنك مثلا قياس أي المناطق تتعرض لخطر الفيضان، أو أي جزء من البلد قد يتعرض للزلازل أو العواصف الاستوائية، ولكن بشكل عام، تظل هذه القياسات رهينة باللحظة التي أخذت فيها. بهذا فمن ناحية هو تنافس بين العلماء بالأفكار، ومن ناحية أخرى فإن معظم هذه العناصر المتعدد الأبعاد هذه لا يمكن قياسها بدقة حاسمة"
المؤشر الجديد الذي تم الإعلان عنه سيكون عامل القياس الأساسي في التقرير القادم لمنظمة الأمم المتحدة المتعلق بالتنمية البشرية في العام 2010.
تقرير: ميشيل والرافن
والان اليس هناك دور كبير للسياسة من اجل وضع بلد معين واظهاره على انه بلد فقير لاسباب كثيرة .........
__________________
قد اخالفك الرأي .... لكني ساقاتل حتى تقول رايك